«القبس» على مائدة إفطار مطافي الفحيحيل

نظام الارشفة الالكترونية

أحمد العنزي وايليا القيصر |

الإطفائيون جنود أوفياء لوطنهم، نذروا أنفسهم من أجل انقاذ الأرواح وحماية الممتلكات، يواجهون عدواً لا يعرف الرحمة ولا يميز مَن أمامه ولا مَن خلفه، وعادة ما تكون المواجهة بين هذا العدو والإطفائي غير متكافئة، لكن الإطفائي بما يملك من شجاعة وقوة وعزيمة تكون له الغلبة في النهاية.
إنهم رجال الإطفاء، وتحديداً العاملون في مركز إطفاء الفحيحيل.. القبس أفطرت على مائدتهم ورصدت إجراءاتهم حال وقوع الحوادث، واستطلعت طبيعة عملهم في شهر رمضان المبارك.
منذ استلام الدوام حتى موعد الإفطار واستراحة ما بعد الافطار، كانت الفرقة على أهبة الاستعداد بتجهيز المعدات اللازمة وخراطيم المياه تحسباً لأي طارئ حتى في وقت تناول الإفطار، وكان الترقب واليقظة هما سيدا الموقف.
لقاؤنا الأول كان مع مدير إطفاء محافظة الأحمدي المقدم معاذ الحمادي، الذي بادر إلى تقديم التهنئة إلى سمو أمير البلاد وولي عهده الأمين بحلول رمضان المبارك، وأكد على تواجد واستعداد رجال الإطفاء على مدار الساعة خلال الشهر الفضيل من خلال 8 مراكز إطفاء في محافظة الأحمدي. وكشف الحمادي عن افتتاح مركز إطفاء جديد (الكوت) في مدينة صباح الأحمد عقب شهر رمضان مباشرة، لافتاً إلى أنه مجهز بالكامل وبنفس مستوى وإمكانات وآليات المراكز الحالية، وسيغطي مدينة صباح الأحمد فقط، مشيرا إلى أنه تم اختيار موقع المركز بعناية بحيث يكون وسط المنطقة.
وأشار إلى أنه بتوجيهات مدير عام الإدارة العامة للإطفاء الفريق خالد المكراد تم تجديد %90 من الآليات والمركبات والمعدات في مراكز إطفاء الأحمدي، وذلك حرصاً من الإدارة على إضافة كل ما هو جديد في مجال معدات الإطفاء، كما كشف عن الانتهاء من تجديد مركز إطفاء المنقف بنسبة %90 على أن يفتتح خلال الأشهر المقبلة.
وبين الحمادي أن الحوادث قلت خلال الـ 6 أشهر الأخيرة بنسبة %2 بسبب نشر الوعي بين المواطنين والمقيمين من خلال الدورات والورش التوعوية التي نظمتها الإدارة في المدارس الحكومية والخاصة وبعض وسائل الاعلام.
وأكد أن تواجد رجال الإطفاء على رأس عملهم في الأعياد والمناسبات والعطلات على مدار الساعة، لافتا إلى أن أعداد رجال الإطفاء والآليات في جميع مراكز إطفاء محافظة الأحمدي كافية وتقوم بدورها على أكمل وجه.
وأخيرا دعا الحمادي المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر خلال موسم الصيف، لا سيما أثناء القيادة والتوجه إلى الشاليهات والانتباه إلى أطفالهم في البحر أو أحواض السباحة.
بدوره، قال رئيس مركز إطفاء الفحيحيل المقدم طارق الوهيب إن من الأعمال المنوطة برجال الإطفاء منذ بداية دوامهم تفحص جميع الآليات والتأكد من جهوزيتها، موضحا أن المركز يضم 3 أقسام أ، ب، ج، كل نوبة تعمل 24 ساعة دواما و48 ساعة راحة، ويتراوح عددهم ما بين 8 ضباط إلى 25 فردا وينقسمون إلى فرقة المكافحة وفرقة الإنقاذ، إضافة إلى قائدي الآليات الثقيلة مثل آلية البمب وآلية السلم وآلية تنكر المياه.
وأكد الوهيب أن اليوم الرمضاني لا يختلف عن غيره بالنسبة لرجال الإطفاء سوى أنهم يمارسون عملهم وهم صائمون، مشيرا إلى أن رجال الإطفاء دائما على أهبة الاستعداد للتعامل مع الحوادث سواء أكانت مكافحة أو إنقاذا.

إنقاذ الأرواح
من جهته، أكد رئيس قسم نوبة أ المقدم خالد الشمري أن مهمة رجل الإطفاء هي إنقاذ الأرواح في المقام الأول ومن ثم التعامل مع تأمين الممتلكات في حال الحرائق أو الحوادث، لافتا إلى أن مركز إطفاء الفحيحيل يغطي جميع قطع المنطقة بالكامل، إضافة إلى إسناد المراكز المجاورة حتى منطقة الفنطاس، لافتا إلى أنه يعد مركز الإسناد الثالث في البلاد.
وبين الشمري أن منطقة الفحيحيل ذات خصوصية كونها تضم عددا كبيرا من القطع السكنية والاستثمارية، إضافة إلى المنطقة الصناعية المكتظة بالورش الصناعية والحرفية على اختلاف أنشطتها، وأغلبها تحوي مواد سريعة الاشتعال، لذلك وضع مقر المركز بجانب المنطقة الصناعية.
وأشار إلى أن أكثر الحوادث التي يتلقاها المركز بالنسبة للمنازل تشمل الحرائق أو تعطل المصعد، إضافة إلى حوادث السيارات، حيث يغطي المركز طريق الفحيحيل إلى ميناء عبدالله وطريق الملك فهد في الاتجاهين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حوادث المنطقة الصناعية تزداد خلال أشهر الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وذكر أن مواعيد الدوام خلال شهر رمضان تبدأ من الساعة 5 عصرا ولمدة 24 ساعة بحيث يبدأ الاطفائي دوامه قبل الافطار كونها الفترة التي تزداد خلالها حوادث الطرق بسبب الاسراع، مشيرا إلى أن أكثر الحوادث التي يتعامل معها المركز خلال شهر رمضان هي حوادث الطرق خلال فترة ما قبل الإفطار.
وأفاد الشمري بأن أي حادث عادة يخرج إليه مركزا إطفاء، واحد أساسي وآخر إسناد، يستغرق الوصول إلى مكان الحادث أو البلاغ داخل المحافظة من 4 إلى 5 دقائق، مشددا على أهمية التنسيق بين جميع مراكز الإطفاء لتبادل المعلومات من قبل المركز الذي وصل أولا ليأخذ البقية جميع الاستعدادات اللازمة.
وأشار إلى أن هناك بعض الحوادث التي نتعرض خلالها إلى مفاجآت لم تكن متوقعة مثل أحد البلاغات الواردة عن تعطل مصعد وبوصولنا إلى المكان فوجئنا بشخص محشور في المصعد والطوفة عند الباب، وهذا تطلب نوع اخر من المعالجة والأدوات، كما أننا نتفاجأ احيانا بوجود أشخاص داخل الشقق أو الأماكن المشتعلة بالرغم من التأكيد لنا من قبل أصحاب الشقة أو المكان بعدم وجود أحد في الداخل ما يتطلب منا أخذ الحيطة والحذر.

تماس كهربائي
من ناحيته، قال النقيب سلمان زاده إن أبرز الحوادث التي تواجههم خلال فصل الصيف في الغالب الحرائق الناجمة عن التماس الكهربائي بسبب قلة جودة الاسلاك أو الحمل الزائد على نقاط الكهرباء، ما يؤدي إلى سخونتها، بالتالي اشتعالها.
ودعا زاده المواطنين والمقيمين إلى أن يتخذوا شروط الأمن والسلامة في منازلهم من خلال الانتباه لأطفالهم ووجود مطفأة الحريق وكاشفات الدخان في بيوتهم وضرورة قراءة التعليمات الموجودة على المواد المستخدمة في المنازل من أدوات تنظيف وغيرها والتعامل معها بحذر شديد وإبعادها عن متناول يد الأطفال ووضعها في أماكن آمنة ودرجات حرارة معتدلة، بالإضافة إلى عدم خلط المواد بعضها مع بعض لتجنب التفاعلات الكيماوية.

نصائح لتلافي الحرائق

• مراعاة شروط التخزين.
• توفير ممرات في السراديب ولا يكون ارتفاعه حد السقف.
• التخزين بالمنازل يكون في غرف خارجية.
• عدم تعبئة خزان وقود السيارة للنهاية.
• الحرص على جود طفايات حريق في السيارات وفي المنازل.
• تركيب كاشفات الدخان وإنذار في غرف الأطفال.

4 دقائق

بين المقدم الحمادي أن المركز يتلقى ما بين 4 و5 بلاغات يوميا، وأن أقصى مدة منذ تلقي البلاغ للخروج من مركز الإطفاء والوصول إلى موقع الحادث تستغرق 4 دقائق.

أعمال بطولية

قال العريف الدوسري إن أبرز ما يميز عمل رجل الإطفاء هي الأعمال البطولية التي يقومون بها في مكافحة الحريق لانقاد الأرواح والممتلكات.

الإخلاءات الوهمية

قال المقدم الحمادي إن إدارة إطفاء الأحمدي تجري عمليات الاخلاءات الوهمية بشكل دوري، بالإضافة على عمليات التدريب المشتركة، وآخرها عملية «اللهيب الحارق» بالاشتراك مع الجيش في معسكر عريفجان، إلى جانب التمرين «شامل 3» الذي نظمته الإدارة العامة للإطفاء في محافظة الأحمدي للعام الثالث ويضم 15 جهة.

آليات جديدة

بين المقدم الوهيب أن المركز حريص على اعداد دورات تدريبية للإطفائيين على أي آلية جديدة تدخل الخدمة، إضافة إلى دورات تنشيطية سنوية واختبارات اللياقة البدنية.

ناد ومستشفى

تمنى عدد من الإطفائيين انشاء ناد خاص بهم وبأسرهم لقضاء وقت مناسب مع أطفالهم بعد العناء والمشقة التي يواجهونها خلال العمل.
كما طالبوا بأن يشمل التأمين الصحي أسر الاطفاءين أو يتم انشاء مستشفى خاص برجال الإطفاء نظرا للإصابات الخطيرة والمتكررة التي يتعرضون لها خلال العمل.


|

تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية