رئيس قسم التفسير والحديث: الشباب ينفُر من «الإمامة»

نظام الارشفة الالكترونية

يسرا الخشاب |

أوضح رئيس قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة الكويت د.عبد المحسن المطيري أن عزوف الطلبة عن التعيين بوظيفة إمام أو مؤذن له جانبان، أولهما نظرة المجتمع التي لا تعطي تلك الوظيفة ما تستحقه من اهتمام، على الرغم من عِظَمِها، واحترام المجتمع لها.
وأضاف المطيري في لقاء مع القبس: إن الجانب الآخر يتمثّل في اتاحة التطوع والتكليف للعمل في تلك الوظيفة من قبل وزارة الأوقاف، مما جعل كثيرا من خريجي الشريعة الذين يعملون في التدريس أو القضاء او غيرها يتعيّنون في الإمامة بالتكليف، بحيث تصبح وظيفة مساندة وليست أساسية، مؤكداً أن الأمر لا يعتبر تركاً نهائياً.
ولفت المطيري إلى أن «بعض أفراد المجتمع قد يعدون المحامي ــــ على سبيل المثال ــــ أكثر قبولاً ووجاهة»، حيث تؤكد المواقف الواقعية أن بعض النفوس تميل إلى الجانب الدنيوي بشكل أكبر.
وفي ما يلي نص اللقاء:

• بداية، حدّثنا عن المقررات التي يقدمها القسم؟
ـــ يقدم القسم نحو 50 مقررا، منها مقررات أولية يشترك فيها كل طلبة الكلية، كمقرر تفسير تحليلي1 وعلوم الحديث، ومقررات التجويد. ونستقبل في السنوات الأولى جميع الطلبة، في حين تكون السنة الرابعة للطلبة المتخصصين في التفسير والحديث فحسب.
• لماذا يعاني بعض الطلبة من صعوبة مقررات التجويد؟
ـــ عدد مقررات التجويد 4 وهي إلزامية لجميع طلبة الكلية، والتجويد يعتبر «علم أداء ومهارة»، وليس حفظاً للمعلومات، من ثم يجب على الطالب أن يتعلم أحكامه وكيفية تطبيقها، ويفترض أن كثيراً من الملتحقين بالكلية هم طلبة المعهد الديني، لأن الكلية امتداد له، ويكون خريجوه حافظين لكتاب الله تعالى كاملاً وعارفين بالتجويد، في حين يفاجأ خريجو الثانوية العامة بهذا العلم، وقد يجدون اشكالاً في ضبطه، لكن ــــ كنسبة وتناسب ــــ اجتاز %90 من الطلبة الصعوبات التي واجهتهم، كما أننا قللنا الحفظ المقرر على الطلبة، رغم أن طموحنا هو أن يتخرّج الطالب ويكون حافظا القرآن الكريم كاملاً، كما كان يفترض أن ينتهي الطالب من كل مقرر تجويد بعد دراسة 10 أجزاء من القرآن الكريم.

طلبة مبتعثون
• كم أستاذاً وطالباً بالقسم؟
ـ يضم القسم نحو 103 اساتذة، 49 منهم اعضاء بهيئة التدريس و10 من المدرسين المساندين، و32 من المنتدبين، وتجاوز عدد طلبة الكلية 5000، لكن عدد المتخصصين في التفسير والحديث يبلغ نحو 500 طالب وطالبة.
• ماذا عن الطلبة المبتعثين؟
ـ عددهم 14 طالبا وطالبة، ويكون الابتعاث للجامعات المعتمدة التي حددتها الادارة الجامعية، وهي 8 جامعات فقط، منها الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة وجامعة الأزهر ودار العلوم في مصر، والجامعة الأردنية.
دراسات عليا
• هل يقدّم القسم برامج للدراسات العليا؟
ـ لدينا برنامجا ماجستير ودكتوراه في الحديث، وبرنامج لماجستير التفسير، واعتمدنا برنامج دكتوراه التفسير في العام الدراسي الحالي وأرسلناه إلى التحكيم، ويتم تحكيمه من جهتين، ويتوقّع انطلاقه مع العام الدراسي الجديد، فالجامعة تدعم وجود برامج الدراسات العليا، لكن التحديات تكمن في إيجاد كادر الأساتذة، وقد خاطبنا جهات عدة لتغطية الحاجة.
• كيف تقيّم الإقبال على برنامج الماجستير؟
ـــ هناك اقبال كبير من الطلبة على برنامج الماجستير، ففي العالم الماضي كنا نحتاج 10 من طلبة الماجستير، في وقت تقدّم 50 طالبا وطالبة، ما جعلنا نقوم بعمل مقابلات وعقدنا اختبارين لفرز أسماء الطلبة المقبولين، وتعتبر المعايير الموضوعة للقبول اعتيادية كالحصول على معدل «جيد جدّاً مرتفع»، وألا يمر 3 سنوات على تاريخ تخرج الطالب، وأن يوافق البرنامج لتخصص المتقدم.
• هل لديكم خطط مستقبلية؟
ـ خطتنا كقسم، متوافقة مع خطة الكلية بشكل عام، فنحن نسعى لزيادة الخدمة المجتمعية، واعتمدنا دبلوم القراءات لغير خريجي الشريعة، بحيث يمكن لجميع الطلبة حفظ القرآن ودراسته، اضافة إلى طرح دبلوم بداية المفسّر، بحيث يحيط الطلبة بجوانب التفسير وكيفيته.

مستوى الطلبة
• كيف تقيم مستوى الطلبة؟
ـ 4 سنوات غير كافية لإلمام الطالب بالعلم الشرعي من مختلف الجوانب، ومن ثم ينبغي أن يجتهد الطالب ويبحث عن العلم في دروس المساجد والمشاريع العلمية المساندة، بحيث تكون داعمة ومفيدة له، أما الاكتفاء بما يُدرّس فلا شك في أن الخريج لن يكون ذا إحاطة كاملة بهذا العلم.

المصدر من القبس

نظام الارشفة الالكترونية