كتبت – هبة البيه:
كشف عددٌ من المُحامين والاستشاريين الأُسريين عن عددٍ من الحِيَل والإجراءات التي يتخذها الرجالُ والنساءُ بعد الطلاق، بينها تقديمُ الأزواج بياناتٍ خاطئةً لتقليل النفقة، وسعي كل طرف لحرمان الآخر من حضانة الأطفال، وإخفاءُ الوثائق الرسمية للأبناء كشهادات الميلاد وجوازات السفر لمنعهم من السفر، فضلاً عن الشكاوَى الكيدية بين الطرفين، والتشهير وتشويه السمعة وغيرها من الحيل لانتقام كل طرف من الآخر.
وقال المُحامون والاستشاريون، في تصريحات ل الراية ، إن نزاعات ما بعد الطلاق تتخطّى الخلافات الشخصية بين الأطراف المُتنازعة لتصل إلى أروقة المحاكم، ويجتهد كل طرف من جانبه في التحايل والكيد للطرف الآخر، ليدفع الأبناء في النهاية فاتورة هذه النزاعات.

وأوضحوا أنّ النزاعات تتخذ أشكالاً وصوراً عديدة تبدأ بالنفقة، وما يتبعها من دعاوى قضائية، ومُماطلات تتخذ صوراً عديدة كإخفاء الوثائق، أو التحايل على القانون عبر العديد من المُغالطات، أو الحصول على قروض من البنوك لتقليل النفقة، بينما يقوم الطرف الآخر برفع العديد من القضايا من أجل الحصول على أكبر مبلغ مُمكن.
وأشاروا إلى أنّ الأبناء يقعون ضحية المُشكلات والنزاعات، خاصة أنّ الخُطوة التالية من النزاع تكون عن طريق حضانة الأطفال، حيث يسعى كل طرف للحصول على الحضانة وحرمان الطرف الآخر من رؤية الأبناء، ثم تصل النزاعات لحدّ منع المرأة والأبناء من السفر، وإخفاء الوثائق الرسمية الخاصة بهم كشهادات الميلاد أو جوازات السفر وغيرها من الحيل للانتقام من الطرف الآخر.
وأضافوا إنّ الخلاف كذلك قد يصل للاعتداء الجسدي والتشهير أو أن تستهدف المرأة تشويه سمعة الرجل في محل عمله عن طريق إرسال الإعلانات القضائية لمحل عمله، وغيرها من الأساليب.
وتابعوا: هناك صور أخرى لخلافات ما بعد الطلاق تتمثّل في مُحاولات كل طرف تصدير المشاكل للطرف الآخر من مُحاولات الأب للحصول على أمر بمنع سفر الأولاد مع أمهم، ومنعها من اصطحابهم معها في سفرها لإجبارها على عدم السفر أو السفر بدونهم انتقاماً وكيداً، وقد يحدث أن يقوم أحد الطرفين بمُحاولات إسقاط الحضانة وتحويلها له من خلال تحرير البلاغات والشكاوى الحقيقية أو الكيدية والاستماتة في مُحاولاته لإثبات عدم كفاءة الحاضنة أو الحاضن، وضرورة انتقال الحضانة إليه أو إليها أو حسب التسلسل القانونيّ والشرعيّ.
ولفتوا إلى أنّ جميع هذه المشكلات تنعكس بالضرورة على الأبناء وتؤثّر على مستواهم الدراسيّ وعلى صحتهم النفسية، خاصة أن كلّ طرف يحاول الانتصار على الآخر وتشويه صورته أمام الأبناء وأمام المُجتمع، وهو ما ينعكس سلباً على الأبناء الذين يقعون في النهاية ضحية هذه الصراعات.
محمد ماجد الهاجري:
محاولات لإطالة أمد التقاضي والطعن على الأحكام
