لبنان: “بغيابكن كبروا الزغار”.. عن قضاة استشهدوا في المكان الأحب الى قلوبهم

نظام الارشفة الالكترونية



فلتسترح أرواحكم النبيلة بسلام حيث ترقدون منذ عشرين عاماً بعدما طالتكم أيدي الغدر في المكان الأحب الى قلوبكم “قوس المحكمة”،وإن لم تنصفكم عدالة الأرض، فمن المؤكد أن صدى”خبطة  مطرقة العدل” بيد العليّ الجبار من عليائه سيتردد مدوياً في ضمائر من يعنيهم الأمر.عشرون عاماً مرت على إغتيال القضاة الشهداء الأربعة:رئيس محكمة الجنايات في لبنان الجنوبي  القاضي حسن عثمان،المحامي العام الإستئنافي في الجنوب القاضي عاصم أبو ضاهر،المستشار لدى محكمة الجنايات القاضي عماد شهاب ورئيس المحكمة الإبتدائية والعضو المستشار لدى محكمة الإستئناف القاضي وليد هرموش .عشرون عاما إنتظر أهالي الشهداء صدور الحكم في جريمة هزت البلد وزعزت كيانه وهيبة مؤسساته لاسيما القضاء.

عقدان من زمن الحسرة والحزن مرّا  على آباء وأمهات انتظروا حكما ينصف أبناء عرفوا بمناقبيتهم وعدالة أحكامهم، ومنهم من رحل قبل أن يسمعوا لفظ الحكم عن أعلى هيئة قضائية في لبنان.
عقدان مرّا على نساء أربعة ترملن فألقى القدر الغاشم على أكتافهن ثقل فراق زوج حبيب، وتربية أطفال صغار خسروا باكراً حنان وحماية أب قصّرت الدولة بحمايته، لا بل أن إثنتين منهم ولدتا بعد شهرين من رحيل والديهما.ليلة صدور الحكم بعد عشرين عاماً ونيف كانت ليلة استثنائية في عمر أباء وأمهات وزوجات وأطفال صاروا”شباب وصبايا” ومنهم من سلك درب والده مثل “نانسي” إبنة القاضي الشهيد عاصم أبو ضاهر التي دخلت منذ سنتين الى كلية الحقوق واضعة نصب عينيها صورة أب معلقة “في صدر الدار” وهدفاً سامٍياً قد يتجسد يوماً بحمل مطرقة عدل فوق قوس محكمة.ليلة الجمعة كانت إستثنائية في رفع الظلامة عن متهم ثبتت براءته للشك وعدم كفاية الدليل، بعد توقيفه لثلاث سنوات على ذمة التحقيق في ملف إغتيال القضاة الأربعة هو الفلسطيني وسام طحيبش الذي كان يردد في نهاية كل جلسة عبارة “أنا بريء” من هذه التهمة،لكنه تمكن في جلسة إصدار الحكم من ترداد عبارة “شكرا للمجلس العدلي”، مسنودا من عنصرين في قوى الأمن الداخلي وحالا دون وقوعه أرضا من شدة التأثر والبكاء   لحظة إعلان براءته.ليلة القبض على منظومة الإهمال  والتقاعس اللذين يضربان بعمق كيان لبنان بجميع مؤسساته وقطاعاته كانت استثنائية بكل تفاصيلها علهّا تشكل بداية مشرقة لتسريع الأحكام في القضايا العالقة منذ سنوات،  فسجوننا المكتظة لمئة سبب وسبب ومن المؤكد أنها تأسر وراء قضبانها أكثر من “وسام طحيبش”. 

المحامي

تاريخ النشر: 2019-10-06 11:23:53

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية