العمل الإضافي

نظام الارشفة الالكترونية



لا تحاولوا أن ترهقوا أنفسكم بالعمل الإضافي بعد ساعات العمل المحددة لكم في مراكز عملكم فقد يؤدي ذلك العمل الإضافي إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده .
وهذا ما حدث لامرأة في أحد بلدان العالم كانت تعمل 159 ساعة إضافية خلال شهر واحد وهي تعمل في مجال الإعلام وذلك لتغطية أخبار الصحيفة التي تعمل بها بالعمل المتواصل ولم ترتاح سوى يومين في الشهر اللذين سبق وفاتها من كثرة العمل المرهق الذي كانت تقوم به وأصيبت من جراء ذلك بأزمة قلبية حادة أدت إلى وفاتها.
إن القوانين الدولية الخاصة بالعمل في مراكز العمل في مختلف أنحاء العالم حددت ساعات معينة خلال فترة العمل باليوم 8 ساعات في اليوم أو في الليل وذلك لراحة الإنسان الذي يعمل .
وفي بعض مراكز العمل في بعض البلدان الأوربية على سبيل المثال يعمل الموظفين 8 ساعات من الصباح حتى المساء وتحديد يومين في الأسبوع للراحة مثل يومي السبت والأحد في بعض بلدان العالم خاصة في البنوك والشركات والمصانع .
ولكن هناك بعض الموظفين يرهق نفسه بالعمل الإضافي سعياً إلى زيادة راتبه الشهري إلى جانب المكافآت مقابل العمل الإضافي بالاجتماعات واللجان ورحلات العمل إلى بلدان مختلفة بالطيران الطويل بالساعات وفروق التوقيت المحلي بين بلده وبين البلدان التي يقوم بالسفر إليها إلى جانب الإرهاق بالعمل لانجازه والعودة سريعاً إلى بلده ولا يعطي نفسه راحة في الاستقرار بعض الأيام قبل عودته إلى بلده .
كما أن هناك بعض الموظفين خاصة المسئولين عن مراكز عملهم لا يكتفون بالعمل المكتبي بالدوام الرسمي وإنما يبقون في مكاتبهم مع مدراء مكاتبهم والسكرتارية والذين لا حول لهم ولا قوة إلا طاعة مرؤوسيهم بالبقاء معهم خاصة أن البعض عندهم التزامات عائلية خاصة المرأة التي تعمل مديرة مكتب أو سكرتيرة .
والبعض لا يكتفي بذلك العمل الصباحي أو المسائي بل يأخذون معهم ملفات المعاملات والحقائب المليانة بالأوراق والتقارير والقوانين لمراجعتها في منازلهم إلى ما بعد منتصف الليل وذلك كله على حساب راحته وصحته والبقاء بجانب أسرته إذا كان متزوج ولا وقت عنده للجلوس مع أبنائه للتحدث معهم . والبعض يأتي إلى العمل في أيام العطل الرسمية وكل ذلك أعمال إضافية مرهقة.
لذلك عليكم الاكتفاء بالعمل بالدوام الرسمي سواء في القطاع العام أو الخاص ولا مانع أن تكون هناك ساعات إضافية قليلة لانجاز العمل لا تسبب الإرهاق بالوقت الإضافي وفي الوقت نفسه لا تلهيكم عن التزاماتكم العائلية .

آخر الكلام :
هناك بعض المسئولين الكبار في مراكز العمل خاصة القطاع العام يأتي إلى مكاتبهم في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس ويصل معهم مدراء مكاتبهم والسكرتارية بأن يأتون معهم فالبعض من هؤلاء الموظفين والموظفات الصغار في مراكز عملهم بالعمل الوظيفي لديهم التزامات عائلية بتوصيل أبنائهم إلى المدارس والجامعات والاعتناء بتربية أطفالهم بعد استيقاظهم من النوم قبل أن يوصوا مربياتهم عليهم وهم في ذلك في حيرة بين طاعة مسئوليهم على حساب التزاماتهم العائلية وبين ألا يأتوا في هذا الوقت المبكر ليواجهوا محاسبة مسئوليهم بالخصم من رواتبهم وكتابة التقارير عنهم بأنهم مقصرين في العمل وهذا معمول به في بعض مراكز العمل في القطاع العام عندنا في الكويت .
كما حدثني صديق عن العمل الإضافي في البلدان الأوربية على سبيل المثال وهو محامي بأن طلب منه في يوم السبت وهو يوم العطلة الرسمية أن ينجز له عمل بكتابة تقرير مهم عن العمل الذي كلفه به وإرساله له في نفس اليوم ورفض هذا المحامي بالقول لا يمكن أن أعمل ذلك لأن هذا اليوم يوم راحتي أقضيه مع عائلتي وأولادي بالخروج معهم إلى نزهات عائلية.
وهذا في أوربا بعكس الذي يحدث عندنا في مجتمعنا الكويتي مثل ما ذكرت في سياق حديثنا عن العمل الإضافي .
لذلك نقول الوقت له قيمة عند الدول الحضارية وكل شئ يقاس بالمسطرة والقلم في أوقات العمل لراحة العاملين في مختلف قطاعات العمل .
أما نحن مع الأسف لا قيمة للوقت عندنا على حساب راحتنا وصحتنا .
والمهم نعمل أعمال إضافية إما مجبرين من رؤساء مراكز العمل الذي نعمل به وإلا واجهنا العقاب الإداري .
وإما السعي للركض وراء الحصول على المال الإضافي إلى رواتبنا بالعمل الإضافي غير المجبرين عليه وإنما برضائنا .
وقد لا نلوم البعض بالأعمال الإضافية لأن طبيعة الحياة المعيشية وصعوبتها خاصة الالتزامات العائلية التي ترهق ميزانية الوالدين الأب والأم يضطران بالعمل الإضافي لإرضاء أبنائهم الذين لا يشعرون بما يشعر به أولياء أمورهم من الصرف المالي خاصة في أشياء لا داعي لها والكل يعرفها .
فالعمل الإضافي إذن يكون نعمة في حدود ساعات العمل ونقمة إذا زاد عن حده وهذا عندنا في مجتمعاتنا العربية أما الدول الحضارية في بعض بلدان العالم فالعمل الإضافي عندهم له حدود معينة فهناك يعملون بالساعات لا بالأيام ولكل ساعة أجرها بعملة بلدانهم .

وسلامتكم .
بدر عبد الله المديرس

[email protected]



المحامي

المصدر : جريدة الوطن

نظام الارشفة الالكترونية