عُمان: أمسية عن النظام السياسي والدستوري في السلطنة

نظام الارشفة الالكترونية


مسقط –

نظّمت جمعية المحامين العمانية أمسية قانونية بعنوان النظام السياسي والدستوري في سلطنة عمان، وذلك بفندق الانتركونتيننتال مسقط قدمها د.سالم بن سلمان الشكيلي- المستشار القانوني بمجلس الشورى- بحضور كل من سعادة الشيخ د.عبدالملك بن عبدالله الهنائي- مستشار وزارة المالية- وسعادة عيسى بن حمد العزري- وكيل وزارة العدل. وتطرق المحاضر لسرد تاريخي لمراحل تدرج النظام السياسي في السلطنة لقرون مضت مستشهدا بجوانب التاريخ الخالد من عادات وتقاليد وأعراف وتراث ضارب في القِدم والحضارة العمانية التي امتدت لبقاع عديدة من أرجاء المعمورة حتى توّج بالنظام الأساسي للدولة الذي صدر في العام 1996 في العهد الزاهر لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه.

وتناول د.سالم الشكيلي في عرضه لكتاب «النظام السياسي والدستوري في سلطنة عمان» عن مراحل النظام السياسي والدستوري في السلطنة في إطاره التاريخي والحالي وهو ينقسم إلى جزأين يعنى الأول الذي يتعاطى مع النظام السياسي بالإطار التاريخي ويبدأ بباب تمهيدي حول التعريف بسلطنة عمان من حيث الموقع وأهميته السياسية والاقتصادية، ثم تأتي أبواب القسم الأول، حيث يعنى الباب الأول بعمان في العصر الأول بداية من عصر النبوة والخلافة الراشدة والمراحل اللاحقة في الدولة الأموية ومن ثم العباسية، ثم يأتي الباب الثاني من هذا القسم ليوضح الصورة السياسية المتعاقبة في عهد اليعاربة وما سطره هذا العهد في التاريخ السياسي العماني من إسهامات في بناء الدولة وتوحيدها تحت مظلة السلطة الواحدة، بدءًا من الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، مرورًا بأبرز أئمة اليعاربة سلطان بن سيف وبلعرب بن سلطان وسيف بن سلطان «قيد الأرض» وسلطان بن سيف بن سلطان إلى مرحلة الحرب الأهلية وسقوط دولة اليعاربة. ويختتم القسم الأول بالباب الثالث المخصص لعهد دولة البوسعيد بدءًا من حكم الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي وحتى يوم الثاني والعشرين من يوليو العام 1970م.

بعد ذلك اسرد الشكيلي الكتاب في هذه الأمسية على عدة أبعاد ذكرها في شخصية جلالة السلطان قابوس بن سعيد- حفظه الله، تتلخص في البعد الثقافي من خلال التغييرات التي جاءت منذ توليه مقاليد الحكم العام 1970 والركائز الأساسية التي شكلت لضمان الاستقرار والطمأنينة للمجتمع العماني الذي آمن هو الآخر بتلك القيم والأفكار الإصلاحية والمعاني السلطانية، مما جعل العمانيين يجمعون عليها بنسيج مجتمعي فريد ويتعاملون معها كجزء رئيس في بنائهم الإنساني، ويخافون عليها من كل ما يمكن أن يناهضها.

ثم يأتي البعد الأخلاقي وهي مجموعة القيم والمثل التي تحدد مناطق الخير والشر للإنسان، ومن لم تكن الفضائل محركه الرئيس فعليه أن يبتعد عن حكم الناس، وهذا الجانب هو جوهر الحكم الذي وجه السلوك الإنساني والقرار السياسي لدى جلالة القائد السلطان قابوس بن سعيد.

وتتوالى الأبعاد التي يحتويها الكتاب كالبعد الأخلاقي والبعد الزمني لتخرج بخلاصة قال عنها الكاتب: «إن شخصية السلطان قابوس بن سعيد استثناء في العصر الحديث، وهناك الكثير من المحاولات لتحليل خطاباته السامية، إلا أن هذه الشخصية الاستثنائية في التاريخ الإنساني السياسي تستحق أن تدرس بشكل أكبر وأن تفرد لها أوراق بحث، وأن عمان ابنة الحضور العصي على النسيان، فقد نفضت أوَابدَ الزمان بخوارق الإنسان وعجائب قدرته التي نفخها الله فيه من روحه، فما كان في أعلى شجرة المستحيل أصبح بفضل الله ثم حكمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد وإرادته وقيادته ممكنا وقطافا ناضجا، وهذا ما ننافر به الأمم، تاريخ مجد ضارب حتى أبعد نقطة في التاريخ وحاضر منوَّر بامتياز يمهّد لمستقبل آمن مطمئن إضافة إلى الدور الرائد لشخص جلالته في الاحترام المتبادل مع الدول الشقيقة والصديقة وحسن الجوار.

كما فتح المجال للنقاش حول مشاريع القوانين حيث أوضح الشكيلي بضرورة وجود محكمة دستورية عليا لما لها من أهمية كبيرة لرقابة الأحكام وعدم تضاربها ودورها المحوري في النهوض بالتشريع، كما رد على الكثير من الاستفسارات المتعلقة بنفاذ الأحكام وآلياتها ومراحل سن التشريع ونفاذه وأدوار كل من مجلسي الدولة والشورى. حضر الامسية جمع من اصحاب الفضيلة القضاة وعدد من اصحاب السعادة والمحامون والقانونيون.


حقوق النشر والتوزيع محفوظة لجريدة الشبيبة والنقل عنها دون الإشارة إليها كمصدر يعد مخالفة قانونية



المحامي

تاريخ النشر: 2019-05-23 08:20:00

الناشر/الكاتب:

https://www.shabiba.com/ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية