قالوا عن الحب في عيده..

نظام الارشفة الالكترونية

سلمى المناسترلي|

تغنى اكبر الشعراء وسرد كثير من الروائيين قصصهم بكلمات الحب، اوكسجين الحياة، فنستشعر من خلاله طعمها ويعطينا الأمل فيها، وهو دواء العشاق من الألم، ويأتي عيد الحب ليذكرنا ويجدد مشاعر الحب الجميلة، فتتزين واجهات محلات الهدايا والزهور باللون الأحمر، تحمل افكارا واشكالا وهدايا مبتكرة تتجدد كل عام لارضاء جميع الاذواق، وتنتظر المحتفلين به لاهدائها لأحبائهم، سواء كانت حبيبة او زوجة أو زوجا، تعبيرا منهم عن مشاعرهم بالحب، أكانت صادقة او زائفة، القبس التقت بعدد من قرائها وسألتهم عن احتفالهم بيوم الحب وعن الوقائع التي تحدث باسم الحب.

اعتاد مهند الشمري على الاحتفال بعيد الحب منذ صغره، وقال: إنه نشأ في بيت يملأه الحب والمودة بين جميع أفراده، وإيمانا منهم بأهمية الحب وتأثيره الايجابي في حياتنا، فهو يعطينا الطاقة التي تمدنا بالفرح ويجعلنا نتفادى الشعور باليأس او الاحباط الذي يلاحقنا في يومياتنا، وخاصة في ظل التوترات السياسية التي نعيشها وتؤثر بالسلب فينا، ويشير الى أنه واخوته يقيمون حفلا بالبيت تعبيرا عن الحب لوالدتهم ويقدمون لها هدايا رمزية تعود بالفرحة والبهجة عليها، واوضح انه هذا العام سيحتفل مع زوجته للمرة الاولى، وسيعد لها مفاجآت سعيدة، واضاف: علينا نشر ثقافة الحب بين الجميع ليعيشوا في وئام وسلام نفسي، وطاقة من الايجابية التي تدفع بهم للتفاؤل والاستمتاع بكل لحظة.
ثقافة الحب
أشارت ياسمين الزيد الى انها تحتفل بعيد ميلاد زوجها الذي يتزامن مع يوم عيد الحب، ويوم مولدها يصادف يوم عيد الأم، وترى ان علينا التعبير عن مشاعرنا الجميلة تجاه الآخرين على مدار العام وليس تخصيص يوم واحد فقط، وتؤكد الزيد أهمية الحب ونشر ثقافته وغرسه في نفوس كل من حولنا في حياتنا، وأوله حب الوطن والولاء له والتضحية من أجله، وحب الوالدين وطاعتهما وحب الزوجة لزوجها والزوج لزوجته، وحب الأخوة والأصدقاء والجيران وحب الدين والقيم والأخلاق وكل صفة حميدة، وحب أنفسنا حتى ينتقل هذا الحب وهذه المشاعر للآخرين، وعلينا أن نظهر هذا الحب في سلوكياتنا طوال العام من دون تحديد يوم للاحتفال به، وتبادل الورود والهدايا على النحو الذي نراه، فروتين الحياة السريعة الذي نعيشه أفقدنا الرومانسية.
جرائم باسم الحب
في البداية، عرّفت المحامية نيفين معرفي المجرم العاطفي قائلة إن الشخص المبتز يسمى بالمجرم العاطفي، وهو الشخص المستغل للطرف الثاني تحت زيف الحب والزواج او الشرع، ليوهم من امامه ويستغلها بأنه يطلب يدها رسميا من اسرتها، لكن ظروفه او رفض اهله الزواج كان سبب تأخر الزيجة، فيبدأ في استغلالها عاطفيا وجسديا. مشيرة الى ان المجرم العاطفي أصبح مجرما عاطفيا إلكترونيا، وتؤكد معرفي أن هناك جرائم عاطفية قد ترتكبها المرأة او الرجل بسبب خذلان احدهما للاخر، او تركه له بعد قصة حب وهمية او الاستغلال المادي، فمثلا الطرف الذي خذل وتم استغلاله يبدأ بإرسال رسائل نصية للآخر فيها تهديد او تشهير عبر الوسائل الالكترونية، وهي حالات دارجة وأصبحت هناك دوائر في المحاكم خاصة بالجرائم الالكترونية، وتضيف معرفي: أكثر الجرائم العاطفية تبدأ بإيهام الشاب للفتاة بالزواج او الحب، لكن ظروفه المادية لا تسمح بهذا الزواج الآن، لارتباطه بمشروع تجاري ضخم لا يمكنه من تحمل تكاليف الزواج الا عندما يسدد هذه المبالغ المرتبطة بهذا المشروع. ويبدأ في ابتزازها باسم الحب ويطلب منها مبالغ كبيرة تصل الى 100 ألف – 200 الف دينار، وتصدقه الفتاة وتقترض من أجله هذا المبلغ ويجعلها تسلمه اياه «كاش» بعيدا عن الصورة القانونية للبنوك، ويختفي عنها بعد تسلمه المال، وعندئذ تدرك الفتاة الخديعة فتعمل على ابتزازه وإيقاعه حتى تثبت انه اقترض منها المال فتلجأ الى سبّه ونشر صوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشفي غليلها.
أما من المواقف الصعبة التي تحدث بين الشاب والفتاة خلال قصص الحب أن يقوم هو بتصويرها اثناء علاقتهما بصورة تخدش حياءها ويبتزها من خلال الصورة اذا تكلمت بنشر صورها وفيديوهاتها.
وتكمل معرفي: والعكس صحيح، فهناك من تبتز الرجل ويصبح هو الضحية، فقد سلّم رجل صديقته مبلغ 90 الف دينار لانها مسكت عليه صورا تحرجه أمام اهله وقررت ابتزازه.
وأوضحت معرفي: هناك حالة لرجل عمره 35 عاما استغل فتاة قاصرا عمرها لا يتجاوز 16 عاما تحت زيف الحب والزواج، وظلت المسكينة خلال 6 اشهر على تواصل معه حتى وقعت بالفخ، طلب منها اللقاء في احد اليخوت، فكان الذئب الذي افترسها والمسكينة لم تقدم شكوى خوفا وخشية من الفضيحة والعار وتسجيل قضية. وهناك حالة أخرى كان الرجل هو المجني عليه بعدما أوهمته احدى السيدات لسنوات انها تحبه حتى استولت على منزله وامواله، وظل يبكي على فراقها، ويسمى هذا بالزيف العاطفي. والدافع قد يكون ماليا او جنسيا ليجعل احد الاطراف يستغل الطرف الثاني، وتتذكر معرفي قضية قديمة قام الزوج فيها بقتل عشيق زوجته حين وجده في غرفة نومه يعاشرها معاشرة الازواج فلم يتمالك نفسه. وترك الزوجة التي اوهمت زوجها بأنه حبيبها الوحيد وابو اولادها، واثبتت التحريات ان المرأة كانت على علاقة طويلة مع عشيقها، اما الزوج فأجاب في التحقيق عند سؤاله عن سبب عدم قتله لها: لانني احبها وراض برجوعها إلي.
وايضا هناك قضايا حب الزوج لطليقته مما يثير غيرته وثأره، وبعد الطلاق لا تحل له فيقوم بضربها وعمل عاهة مستديمة لها، او خطفها، او قتلها، وتكون مع سبق الاصرار والترصد وعقوبتها الاعدام، وتشير معرفي الى أن الجرائم العاطفية الالكترونية في ازدياد مستمر، حتى بالانستغرام، فالكلمة العاطفية والجملة قد تشكل جريمة مغازلة شخص، فهناك من يتابع حسابات زوجته، يدخل شخص غريب يكتب تعليق «هلا بالحب شنو هذا الجمال» فيشتكي الزوج على زوجته انها اضافت شخصا يغازلها.

د. فاطمة عياد: صرنا نعبّر عن المادة أكثر من الحب

تشير استاذة علم النفس الإكلينيكي بجامعة الكويت د. فاطمة عياد الى ان الحب قلّ بين الأزواج بسبب توتر العلاقات الزوجية، فالمجتمع لايزال غير متقبل حتى الان للمرأة القوية المساندة للرجل واستقلاليتها ومساواتها به، حيث قلّت مسؤولياته وزادت على المرأة، وأننا صرنا اكثر مادية ونعبر عن المادة أكثر من الحب العاطفي، وبسبب استقلالية المرأة ومساواتها بالرجل، وعدم وجود الصراحة بالعلاقة بين المرأة والرجل، وليس هناك تعارف حقيقي بين الزوجين قبل الزواج، فالطرفان يظهران بصورة حلوة لا تعبر عن الحقيقة، وبعد الزواج تظهر الصورة الحقيقية، فيشعر الإنسان انه مخدوع مما يسبب مشكلة بينهما من الصعب تجاوزها، لذلك فالطلاق في تزايد، وبعدما كان في الماضي غير مقبول وغريب بعض الشيء اصبح الآن اسهل على الطرفين.
نصائح للحب
وتقدم عياد نصائح للحب وتقول: الحب الحقيقي هو شعور تلقائي من القبول والارتياح للطرف الاخر، ويجب الحفاظ عليه فهو كائن حي، يموت بالإهمال وعدم الاهتمام والظلم وسوء الظن والشك المتواصل، وتشير الى اعتقاد الذكور والاناث انه طالما تم الزواج فليسوا بحاجة لتجديد الحب والتعبير عنه، لافتة الى انه اعتقاد خطأ فعليهم الاحتفال بالمناسبات كأعياد الميلاد وشراء الهدايا، وتبادل الاحترام بين الاهل والمعارف، والبعد عن الاشياء السلبية والمشاركة وتقديم التنازلات من الطرفين.

المصدر من القبس

نظام الارشفة الالكترونية