لا تامن الخوّان لو زخرف حكاه

نظام الارشفة الالكترونية

بعد حل مجلس ١٩٨٥، سادت فترة من الهدوء النسبي، لكن هذا الهدوء لم يدم حيث بدأ تصاعد التحركات الشعبية المطالبة بعودة الحياة النيابية وإعادة العمل بالدستور، وتبلور هذا العمل الشعبي لاحقاً في ما يعرف بدواوين الإثنين ابتداء من ديسمبر 1989. حيث عقد عدد من الاجتماعات الشعبية الدورية في عدد من دواوين النواب السابقين، وأسفرت عن تقديم التماسات وعرائض عدة تناشد السلطات الاستجابة للمطالب الشعبية. على أن الحكومة لم تبدِ استجابة في هذا الصدد.
ووسط أجواء التصعيد المتبادلة قام أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله بتوجيه خطاب إلى الأمة في 20 يناير 1990 دعا فيه إلى تحكيم العقل، واللجوء إلى الحوار، وتوسيع قاعدة الشورى، ودعم الحياة النيابية مع تفهم الأوضاع الحَرجة في المنطقة التي كان الحاكم متخوفاً ومتوجساً من شرور قادمة من جار السوء، الذي خرج لتوه من حرب أكلت الأخضر واليابس، حيث كان المقبور صدام حسين يهدد ويتوعد وينذر دول الخليج، وانكشف ذلك خلال انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد في منتصف عام 1990، الذي قال فيه المقبور صدام حسين خطاباً عنيفاً (نحن مدينون بـ46 مليار دولار، ولم يبقَ على الجلد شيء، ونحن الآن نواجه حرباً اقتصادية بعد أن انتهينا من الحرب العسكرية»، متهماً دولة الكويت بشفط البترول العراقي بالحقول النفطية الحدودية، ومتهماً دول الخليج بتخفيض أسعار النفط مُتوعداً مُنذراً مُهدداً «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»).
رحَّبت القوى الشعبية بخطاب الأمير الراحل جابر الأحمد على أن تكون بداية الحوار وعودة الحياة البرلمانية، ونتج عن خطاب الأمير الراحل جابر الأحمد، طرح الحكومة بسبب الظروف الإقليمية المتوقعة، صيغة مجلس مؤقت يطلق عليه «المجلس الوطني» مدته أربع سنوات «لتقييم التجربة البرلمانية» دون المساس بالدستور ويرفع مقترحاته إلى الأمير ليحولها إلى مجلس الأمة المقبل، ويكون حواراً بين من يمثل السلطة ومن يمثل الشعب، تُعيِّن السلطة ثلث أعضائه وتقسم صلاحياته بطابع استشاري غير ملزم، ولا يستجوب الوزراء ولا يطرح الثقة بهم، وجاء إعلان تأسيس المجلس في خطاب الأمير يوم 22 ابريل 1990.
حدد الأمر الأميري أعضاء المجلس الوطني بـ75 عضواً، تعين الحكومة 25 منهم وينتخب الشعب 50 منهم بالاقتراع المباشر، وتكون مدة المجلس أربع سنوات بعد إنجاز تقريرهم عن مقترحاتهم بخصوص أفضل الطرق لتعديل آلية العمل بمجلس الأمة دون المساس بالدستور، وقامت الحكومة بالدعوة إلى انتخابات المجلس الوطني في 10 يونيو 1990. وواجه أمر إنشاء مجلس معارضةً شعبية واسعة، إذ واجه عزوفا ومقاطعة قوية بالمناطق الداخلية، وبشكل أقل بالمناطق الخارجية، حيث كان قد بدء تحرك شعبي للمطالبة بعودة البرلمان وتوقيع ألوف المواطنين على عريضة بطلب عودة الحياة البرلمانية، وحصل بعدها في دواوين الإثنين شدّ وجذب بين الحكومة والجماعات السياسية التي كانت تطالب بالحوار، حاول حينها الشيخ سعد العبدالله رحمه الله أن يلتقي مجاميع شبابية وجمعيات مهنية ليسمع منهم، لم تعجب هذه الطريقة رموزا وطنية اعترضوا عليها أبرزهم د. احمد الخطيب والمرحومان جاسم القطامي وسامي المنيس وطالبوا الحكومة بحوار مع جهات شعبية فاعلة، وهنا صدر أمر أميري بإنشاء المجلس الوطني. ودُعي المجلس الوطني إلى الانعقاد في 9 يوليو 1990.
الجمعة المقبل، كيف وجدت نفسي في خضم السياسة وأنا من كنت مولعًا بالقراءة والمطالعة والسفر والاستمتاع مع الصحبة الطيبة.
•••
‏انقشعت غيمة سوداء، فبفضل بعد الله تفهمت محكمة التمييز، حتى أفرج حكم التمييز، عن شباب وعن نواب تم احتجازهم بعد ان سلموا انفسهم لتنفيذ حكم محكمة الاستئناف بسجنهم لدخولهم عنوة قاعة مجلس الأمة وهي قضية ملابساتها وخلفياتها وأسبابها حيث كانت الظروف السياسية في تلك المرحلة متأزمة جداً‏ وكان الجو العام فيه تأجيج بسبب تسليط الضوء إعلامياً على تجاوزات عديدة مكشوفة وظاهرة منها التحويلات ومنها الإيداعات التي كشفتها لجنة التحقيق بالإيداعات بمجلس الامة، مبالغ طائلة استفاد منها بعض النواب بشراء عقارات، وإن تدخل بتهييج الشارع أطراف ذوو مصلحة ولمآرب خاصة، وحين يندفع الشباب ويثور فتوقع غير المتوقع، فما حدث هو ردة فعل الشباب على تجاوزات استفزتهم، فالمشكلة مترابطة، لن تجد إنسانا منصفا يستطيع ان يبعد الأسباب المؤدية إلى اندفاع الشباب الى اقتحام بيت الأمة دون أن يأخذ في الاعتبار ما حصل قبلها من استياء وغضب بالشارع من أحداث جسام سلط عليها الإعلام بقوة أثارت غضب الشباب، فهاج وماج، ولم يجد لتبيان مدى عدم رضاه إلا التواجد في بيت الشعب، هذا باختصار ما حدث برأينا.
•••
بمناسبة ذكرى عيد التحرير قد تكون لنا هواجس ومحاذير من بعض الأبواق القبيحة الفكر، البشعة المآرب، الخسيسة بأهدافها:

كلٍ يعوّد لاصل جدّه ومرباه راعي الشرف يشرف والانذال يهبون
الفْرع من عوده شرابه ومسقاه والحنظلة مرّه ولو تشرب مزون
الطّيب كايد والمناعير تقواه والهون هيّن تندع النفس وتهون
ناسٍ على كسب المراجل مضرّاه وناسٍ على كسب الفشيلة يضرّون
هذا على وضح النقا كل ممشاه وهذا ليا شافوه ربعه يصدون
لا تامن الخوّان لو زخرف حكاه من خان بك مرّه يبي باكر يخون
وافطن ترى زول الرّجاجيل توّاه كم واحدٍ يعجبك زوله وهو دون
يا طيّب الشارات من يوم منشاه احذر عدوّك لا يغدرك على هون
ترى عدوك غايته فيك ومناه يزرع بصدرك من قنا رمحه طعون
والّلي رضع لبوة عدوّك توقّاه الجرو ولد اللبوة الّلي تعرفون
للطّير يالصقّار بالرّيش مغواه الجاهل الّلي باكثر الريش مفتون
للحُر والشبوط ماكر ومجناه والفرق بالافعال لو هُم يطيرون

خالد الفيصل
•••
المحامي العام المستشار رجيب الرجيب لـ القبس: أبرز الصعوبات التي تواجهنا في قضايا المال هو فقد الملفات وضياع المعاملات أو إخفاؤها، وهو أمر بحاجة إلى تحرك من الجهات المعنية، انتهى كلام المستشار رجب الرجيب.
يبدو باعتقادي أن هناك أيدي وراء إخفاء مستندات أدلة الجريمة وللأسف لا عقاب ولا محاسبة تطول المتسبب.
•••
نبارك لولي العهد يوم ذكرى توليه ولاية العهد وندعو له دوام الصحة والعافية.
•••
نعزي الأخ العزيز صلاح العسعوسي وعائلته الكريمة لوفاة والدته، داعين لها بالرحمة والمغفرة.

خليفة مساعد الخرافي
[email protected]
kalkharafi@

المصدر من القبس

نظام الارشفة الالكترونية