لبنان: الراعي فـي قداسه الأول تكريساً لولايته على “وقف سيّدة العناية”

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “وقف سيّدة العناية بِتَوليَة البطريرك الماروني” في أدونيس – جبيل، حيث كان في استقباله لجنة إدارة الوقفيّة بكامل أعضائها، وشخصيات سياسيّة وروحيّة وقضائيّة وأمنية وفاعليات جبيل.وعلى طول الطريق المؤدّية إلى الوقفيّة، رُفعت اللافتات المرحّبة بالبطريرك الراعي كما نُصبت أقواس النصر في محطات عدة، وعند وصوله إلى الوقفيّة التي ازدانت بالأعلام الوطنية وشعارَيّ بكركي و”وقفيّة سيّدة العناية” وصوَر البطريرك الراعي، عزفت “الفرقة الموسيقية” التابعة للوقفيّة لحن التعظيم، وحيّا مئات المؤمنين الذين أمّوا المكان من مختلف المناطق اللبنانية لاستقباله، وبارك الأطفال وعائلاتهم على وقع التصفيق والزغاريد، فيما رافقته على جانبيّ الممرّ فرقة من الخيّالة حضرت خصيصاً للمناسبة.

ثم دخل كنيسة شفيعة الوقفيّة “سيّدة العناية” لأخذ بركة القربان المقدّس المصمود في الكنيسة، قبل أن يتوجّه إلى مذبح “قلب يسوع الأبرشي” حيث ترأس الذبيحة الإلهية وعاونه فيها راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، وراعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المطران حنا رحمة، والمطران سمعان عطاالله، كاهن الرعية الخوري طانيوس ليان، والمتولي الخدمة الروحيّة في الوقفية الأب أنطوان خضرا، وخدمته جوقة الوقفية بقيادة السيدة غريتا زخور.وحضر القداس رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود، النواب زياد الحواط مصطفى الحسيني وشوقي الدكاش، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، الوزيران السابقان أليس شبطيني وسليم الصايغ النائبان السابقان ميشال الخوري وشامل موزايا، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات القضاء خالد صدقة، رئيس المؤسسة الخيرية لأبناء جبيل وكسروان الشيخ حسن شمص، امين سر محافظ جبل لبنان جوزف زخيا، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، قائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العقيد جهاد الاسمر وآمر فصيلة جبيل الرائد كارلوس حاماتي، العقيد شارل نهرا ممثلا رئيس فرع امن جبل لبنان العميد الركن كليمون سعد، مسؤول حركة “امل” في جبيل وكسروان العقيد علي خير الدين العقيد ميشال ابي انطون، رئيس مكتب امن الدولة في جبيل الرائد ربيع الياس، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير، المحامي فادي روحانا صقر، رئيس جمعية “آنج” المحامي اسكندر جبران ورئيس جمعية “هدفنا” الاجتماعية عبدو العتيق، رئيس لجنة إدارة الوقفيّة المحامي شربل كيوان والأعضاء، وفاعليات سياسية وقضائية وروحية وأهالي البلدة وأبناء الوقفيّة وحشد من المؤمنين.وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان “فزجر يسوع الريح والأمواج فكان هدوء عظيم…”، وتابع غبطته: كل مَن يأتي إلى “مؤسسة سيّدة العناية” يجب ألا يخاف لأن القربان المقدّس مصمود طوال النهار والليل، أي أن الرّب هنا، حاضر دائماً. لذلك كل من َيؤمّ “وقفيّة سيّدة العناية” تهدأ سفينته الهائجة في بحر الصعوبات والهموم، ويعود إلى منزله حاملاً الإيمان والرجاء والسلام، لأن سفينة “مؤسسة سيّدة العناية” مؤمنة كونها تعبد القربان المقدّس وتقول “هو هنا” ومَن يصل إلى هذا المكان لا يخاف…”.وقال غبطته: الحدث الانجيلي الذي سمعناه يرافق حياتنا كل يوم، السفينة هي الكنيسة والعائلة والوطن ومؤسساتنا، و”وقفية سيدة العناية” هذه، وكل واحد وواحدة منا. المسيح فينا وبيننا وإذا شعرنا بأنه نائم أو غائب فلكي ننضج في ايماننا وفي الصبر ونشعر بأننا بحاجة دائمة إليه وبدونه لا نستطيع التغلب على عواصف الحياة ومصاعبها، ولذلك نحتاج دائماً للعودة إليه بالصلاة والتوبة والتِماس تدخله، وهو بكلمة يهدّئ كل شيء تماماً كما فعل، زجر الرياح والعواصف فكان هدوء عظيم.وتابع: يسعدني ان نكون معكم وان نحتفل سوياً بهذه الليتورجية الإلهية، وهي الزيارة الأولى لهذه الوقفية بعد بداية خدمتي البطريركية والأولى بعدما أنشئت الوقفية ووُضعت تحت تولية البطريرك، فإنني معكم أقدّم هذه الذبيحة الإلهية من أجل هذه الوقفية والقيّمين عليها والمحسنين ولجنتها الادارية وكل الذين يؤمّونها، ويجدون فيها الطمأنينة والسكينة، والوقفيّة الرّب يسوع حاضر فيها باستمرار عبر سرّ القربان المصمود ليلاً ونهاراً كي نأتي إليه في أي ساعة ووقت وأي ظرف. وعندما كنت في خدمتي الرعوية لأبرشية جبيل العزيزة وآتي إلى هذا المكان في مناسبات مختلفة، كنت أرى عائلات وشباب وفتيان أمام الرّب ساجدين ومصلين، كنت أشعر بأنهم هنا يجدون الطمأنينة، تماماً كما سمعنا في هذا الإنجيل.أضاف: هذه الذبيحة نقدمها معاً من أجلهم جميعاً، نقدّمها ونحن نعيش بعد وداع أشخاص أعزاء علينا طبعوا حياتنا، غبطة أبينا المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس الذي خدم هذه الأبرشية عندما كانت نيابة بطريركية مدة خمس وعشرين سنة، ومعه نذكر المثلث الرحمة المطران رولان ابو جودة الذي تولى هذه الخدمة معه في البطريركية دامت أربعاً وأربعين سنة، نذكرهما وهما يشفعان بنا من السماء.وتابع الراعي: أدونيس تعيش ايضاً في حزن حيث لا أستطيع إلا أن أذكر معكم المرحوم إدمون شقيق المطران سمعان عطاالله، فله نلتمس الراحة والعزاء لسيادة المطران سمعان ولأسرته العزيزة، كما لا أستطيع أن أنسى معكم أبداً شخصاً عزيزاً علينا جميعاً المرحومة جميلة باسيل زوجة عزيزنا المهندس إيلي باسيل، حيث كنت أراها هنا، هي وابنتها وابنها ثم يأتي زوجها عند المساء، هي هنا، وكان ملفتاً كيف أن ابنتها وابنها راكعيْن أمام القربان وهي تعمل في الخدمة، نذكرها لتشفع بنا عند الله، أصلي من أجل كل المرضى وكل الذين يأتون إلى هذا المكان كي ينالوا الطمأنينة والنِعَم التي هم بحاجة إليها.وقال: السفينة اليوم التي يتحدث عنها الإنجيل كما قلت، هي مؤسساتنا ونحن، ولكن تلك السفينة كانت تحمل بشرية يسوع أما قدرته الالهية فكانت تحمل السفينة وكل ما فيها، لأقول ان الرّب متضامن مع كل انسان وجماعة ومؤسسة، متضامن في آلامنا وتطلعاتنا وهمومنا وكإله هو الذي يعضدنا ويبدّد كل مخاوفنا، الرياح والأمواج العاتية التي كانت تتقاذف تلك السفينة تخضع للمسيح، المسيح الإله مكوِّن الخلق وسيّده، أيقظوه أي أيقظوا “الكلمة” التي كانت تُبحر معهم، وللحال بكلمة واحدة زجر الرياح والأمواج فكان سكون عظيم. هؤلاء راحوا يبشرون بهذه الكلمة، منذ ألفي سنة والكنيسة تحمل بشرى هذه الكلمة لكل إنسان من أي دين وثقافة وعرق ولون. فالغاية من نوم يسوع في تلك السفينة، كانت ليجعل إيمان التلاميذ أكثر نضجاً. واليوم السفينة هي كل واحد وواحدة منا. كلنا نختبر صعوبات في حياتنا اليومية من مرض وفشل ورفض وجوع وحرب واضطهاد، وكل ما يؤلم، تجارب داخلية وخارجية، أميال منحرفة، بها نجعل المسيح نائماً فينا. عندما ننساه فلا بد من العودة اليه والتِماس نجدته، وعندما تتقاذفنا هذه العواصف في حياتنا ونشعر بأن المسيح نائم أي غائب، إنه في الحقيقة يراقب صبرنا وإيماننا واحتمالنا، فعندما أيقظوه في تلك السفينة وصرخوا “يا معلم نهلك”، أجابهم “يا قليلي الإيمان لماذا شككتم فأنا معكم”.أضاف: هذا ليس من الماضي بل من الحاضر، يقوله لكل واحد منا “لماذا شككت؟ أنا هنا معكم”، فلنعُد إليه باستمرار بالصلاة والتوبة وقراءة الانجيل. السفينة هي العائلة والوطن والكنيسة، كلها تمرّ بصعوبات تتقاذفها الرياح. هذه الآية الإنجيلية مدعوّة لتُطبَّق في حياتنا. وقال الراعي: هذه السفينة بنوعٍ خاص هي بالنسبة إلينا، هنا… هي “وقفية سيدة العناية” هنا في أدونيس العزيزة، هي مؤمنة هذه الوقفيّة بيسوع ولذلك تعبد القربان وتقول “هو هنا”، ومَن يصل إلى هذا المكان يجب ألا يخاف وألا يقلق، أن يضع خارج البوابة كل الهموم… الرّب هنا، هو لكَ ولكِ، هذا هو معنى صَمد القربان بشكل دائم في هذا المكان. ولا أحد منا يعرف أي عواصف ورياح وأمواج عاتية سكّنها في قلوب الذين أمّوا هذا المكان. والوقفية نفسها اختبرت العواصف المتنوّعة والمشاكل والصعوبات فصمدت في الإيمان والصلاة وفي سماع كلام الله إيماناً بحضور الرّب معها يسكّن رياحها، وهكذا اختبرت تهدئة العواصف والرياح. وهذا جرى ليس فقط في الوقفية بحدّ ذاتها بل في كل مَن فيها ومَن أمّها ويؤمّها كلهم، معظمهم أتوا من بعيد من الشمال والجنوب، لكن من دون شك عادوا إلى بيوتهم وعائلاتهم وأماكن عملهم وفيهم المزيد من الإيمان والرجاء والمحبة.وتابع: أجل أود أن أعرب هنا عن شكري لمجموعة من المؤمنين الذين أرادوا هذه الوقفية، تعاونوا وسخوا من ذاتيّتهم من دون حساب، أعطوا، ضحّوا، ساروا بإرشاد الأب أنطوان خضرا، أسّسوا الوقفيّة على اسم “سيّدة العناية” مدركين أن الأم السماوية تعتني بها وبكل مَن يأتيها، وأرادوها مؤسسة تقوية رعوية خيرية لتكون بمثابة سفينة في ضوء إنجيل اليوم، تُبحر بالمؤمنين نحو ميناء الخلاص بيسوع المسيح.وختم الراعي: فلنرفع قلوبنا وعقولنا إلى السماء ونجدّد إيماننا بحضور الرّب يسوع في حياتنا، بأن هو الذي يقود سفينة حياتنا وعند المصاعب هو وحده ملجأنا، نصلي كي نعود هذه الليلة المباركة إلى بيوتنا، وفينا إيمان كبير ورجاء وطيد ومحبة عظمى أن الرّب هنا وهو معنا في أي مكان، له وللآب وللروح القدس كل مجد وتسبيح وإكرام الآن وإلى أبد الآبدين آمين.بعد المناولة، أقيم تطواف بالقربان المقدّس في اتجاه كنيسة مار أنطونيوس الكبير المتاخمة لساحة “قلب يسوع” في الوقفيّة، حيث أعطى غبطة البطريرك البركة الجماعيّة.وختاماً، أقيمت مأدبة عشاء على شرف البطريرك الراعي في حضور الشخصيات المشاركة في القداس، وألقى خلالها عضو الوقفية والناطق الرسمي باسمها المحامي أنطوان زخيا كلمة رحّب فيها بالبطريرك الراعي والحضور، فقال: “الله محبة”، والمحبة اساس البنيان، وهل من تجسيد للصورة الحية للمحبة النقية اكبر من حضور صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي المتربّع السابع والسبعين على السدة البطريركية، فيكون ترتيبه بين اسلافه محدداً بسبعتين 77، سبعة واحدة هي علامة النصر، فكيف بسبعتين؟!وأردف: منتصر هو بشعاره البطريركي الذي جعلنا ثابتين معه في مدار واحد نقرأ سوياً في كتاب: “الشركة والمحبة” ونطلب ولايته على هذه الوقفية، فكانت استجابته رجاء بأن يكون الغد الآتي: الافضل في كل ما يحمله.أضاف: لقد ذكرنا غبطته بما ركز عليه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، في ارشاده الرسولي “العلمانيون المؤمنون بالمسيح” على انتماء العلمانيين، بحكم المعمودية والميرون، الى الكنيسة. ففي الكنيسة – السر لهم كرامتهم، وفي الكنيسة – الشركة لهم مشاركتهم، وفي الكنيسة – الرسالة لهم دورهم، ومن هذا المنطلق، يجب تعزيز تعاونهم في حياة الابرشية والرعية وفي المؤسسات الرهبانية. كما ذكرنا غبطته ايضا بقول المكرم البابا بيوس الثاني عشر: “انتم لا تنتمون فقط الى كنيسة، بل انتم الكنيسة وخطها الامامي”.وتابع: ها نحن – معشر العلمانيين – في وقفية سيدة العناية نفاخر بانتمائنا الى الكنيسة بتولية البطريرك الماروني، ونؤكد على حضورنا في خطها الامامي. نحن فهمنا ان المحبة التي دعانا اليها صاحب الغبطة والنيافة هي عمل الله فينا، لا تتفاخر لأنها مشغولة بردّ الجميل لله واقتسام الخير مع الجميع، وهي لا تسقط ابدا لأنها مسنودة من الله ذاته، محبة ترجو، طالما للرجاء باب مفتوح، محبة متفائلة دائما لا تفقد الامل، متسلحة برجاء حي، لا يستنفده الشر ابدا، محبة لا تميل، بل تبقى في طريقها الصاعد صابرة على كل شيء.ها انكم رأيتم اقتداءنا بتوجيهكم وتشديدكم حول العمل على تطوير مهارات العلمانيين، وتعزيز روحانيتهم، واذكاء وعيهم بأنهم في ممارسة وظائفهم، على تنوعها، انما يشاركون في وظائف يسوع المسيح الكهنوتية والنبوية والملوكية، كما علم المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره العقائدي “في الكنيسة” (الاعداد 34-36)، والبابا القديس يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي “العلمانيون المؤمنون بالمسيح” (العدد 14)، وها نحن نعاهدكم على تحقيق المزيد لأن لا وجود للمستحيلات عندنا ما زال هناك الممكن الذي يمكن ان يتحوّل الى لون جميل وزاهٍ، يعطينا مرة اخرى – نحن والاطفال الاحباء في الوقفية – من اجل اعادة كتابة امانينا في عيش افضل للشركة والمحبة.وختم: وجودكم بيننا يجعلنا ننعم ببركتكم، ونغتني بمحبتكم، ونستزيد من تقواكم، ونضم صلاتنا الى صلواتكم.ثم ألقى غبطة البطريرك كلمة جدّد فيها شكره “لكل مَن ساهم ويساهم في إنشاء هذه الوقفيّة وتطويرها ومتابعة الشبيبة من أبنائها في عملهم الرسولي ليكونوا رجالات الغد مؤمنين بيسوع المسيح وبوطنهم”.وتوجّه إلى الشخصيات الإسلامية شاكراً “مشاركتها في القداس وبقاءها حتى انتهاء الاحتفال على الرغم من تزامنه مع وقت الإفطار والصلاة”، معتبراً أن “ذلك يؤكد على المحافظة على “وديعة العيش معاً”.وتمنى “الخير والبركة للجميع وأن “تعتني سيّدة العناية بكل واحد وبعائلات الحاضرين وبالوطن”.وختم: لا خوف على لبنان طالما سيدة العناية موجودة.ثم غادر البطريرك الراعي الوقفيّة على وقع معزوفات “الفرقة الموسيقيّة”.



تاريخ النشر: 2019-05-29 14:37:46

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية