لبنان: سفراء غربيون يحذّرون : عجّلوا.. وإلاّ الإنفجار

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

كتب نبيل هيثم في “الجمهورية”: الإعتراضات التي أسقطت “خطة الهيركات”، أعادت الحكومة إلى المربّع الأوّل، وفرضت عليها سلوك المنحى الذي كان عليها أن تسلكه، قبل ان تدحرج جمرة الهيركات على ودائع اللبنانيين. وها هي تطلق من جديد حركة مشاورات اقتصادية ونقابية، لبلورة ما سمّتها خطّة الإنقاذ الاقتصادي والمالي، ولو انّها فعلت ذلك منذ البداية، لكانت وفّرت عليها كل هذا الإرباك والاحراج اللذين وقعت فيهما!
 
السفراء يستغربون التأخّر في طلب مساعدة صندوق النقد: “يحزننا ان نرى اللبنانيين المعروف عنهم حيويتهم ورفاهيتهم، قد تحوّلوا الى منتظرين لمساعدة عينيّة ومعونة غذائية”.
 
رغم كل ذلك، لم تعترف الحكومة بأنّها استعجلت، أو بالأحرى تسرّعت، حينما اعتبرت أنّ الورقة التي أعدّتها “لازار” بالمشاركة مع بعض الخبراء، تشكّل الوصفة الملائمة التي تحقّق المناعة الدّاخلية الاقتصاديّة والمالية والاجتماعية، قبل أن تحملها الاعتراضات على “جريمة الهيركات” على ان تتنصّل منها وتعتبرها مسودّة أوّلية غير نهائيّة وقابلة للنقاش والتعديل.
 
في النقاشات التي بدأتها الحكومة حول “خطة الإنقاذ المالي”، مع القطاعات الاقتصادية، وستستكملها لاحقاً مع ممثلي النقابات الحرّة، وفي مقدمها نقابة المحامين، حرص رئيسها حسان دياب على التأكيد اكثر من مرّة على انّ مسودة الخطة، لم تأتِ على ذكر “الهيركات”، وهذا صحيح، يؤيّده كلّ من اطلع على مضمون المسودة، ولكن في الوقت نفسه، كثيرون ممن اطلعوا عليها يخالفون هذا الرأي، لأنّ مضمون الخطة، وإن لم تُذكر فيه صراحة عبارة «الهيركات»، يشكّل المرادف له ويحدّد آلية المسّ بالودائع. وهو الامر الذي اشعل كل هذه الاعتراضات على المسودة، وأثار مخاوف المودعين على اموالهم.
 
في هذه النقاشات ايضاً، فهم الاقتصاديّون من الكلام الحكومي، انّها المرة الأولى منذ ثلاثين سنة، يُصار الى محاولة وضع خطة جدّية للإنقاذ المالي، وهذه نقطة سجّلها الاقتصاديّون للحكومة واثنوا على هذا التوجّه. ولكن، مع تقديرهم للجهد الذي يُبذل في هذا السبيل، نصحوا الحكومة بألّا تضع خطتها بصورة عشوائية، بالشكل الذي خرجت فيه المسودة السابقة. ونصحوا أيضاً بإجراء إعادة نظر شاملة بكلّ ما تضمنته المسودّة المُعترض عليها، ففيها الكثير من الثغرات الاساسية التي تحتاج الى إعادة تصويب، وعلى وجه الخصوص خلوّها مما يمكن اعتباره خريطة طريق نحو تحقيق انتعاش اقتصادي. هذه الملاحظة ابلغ رئيس الحكومة الاقتصاديين بأنّها ستؤخذ بعين الاعتبار.
 
ولعلّ النصيحة الأهم التي اسداها الاقتصاديون، هي الّا تقارب الحكومة ودائع اللبنانيين، لا بـ”الهيركات” ولا بغير “الهيركات”، فهذا الامر يشكّل لغماً خطيراً، إن انفجر ستكون عواقبه وخيمة على البلد، ويؤدي الى انفجار اجتماعي خطير. الّا انّ هذه النصيحة أبقت على ثغرة يمكن للحكومة ان تدخل منها لاعتماد “هيركات جزئي”، يطال الفوائد على ودائع كبار المودعين.
 
وإذا كان الداخل اللبناني ينتظر مبادرة الحكومة الى خطوات اصلاحية تحرف لبنان عن سكة الانهيار الذي يهوي في اتجاهها، فإنّ المجتمع الدولي يضع هذه الحكومة تحت مجهره، ينتظر مبادراتها وإصلاحاتها، ولا يجد مبرراً لهدر الوقت وتضييعه على ما حاصل حالياً. وهذا ما عبّرت عنه اشارات صريحة وردت تباعاً، وآخرها عمرها ساعات قليلة، ونقلها سفراء غربيون، وكذلك سفراء امميون الى مسؤولين كبار في الدولة. وفي هذه الاشارات التحفيزية المتجددة سؤال مباشر: “لماذا تتأخّرون وتتباطؤون”؟
 
ويتبع هذا السؤال كلام مباشر على لسان السفراء وفيه: ” وضعكم الاقتصادي والمالي متفجّر، ننصحكم بأن تعجِّلوا في وضع خطتكم الاقتصادية والمالية، الوقت يداهمكم، فكلما تأخّرتم تتعقّد ازمتكم اكثر، ويصبح الضرر اكبر واكثر فداحة عليكم، ويعجّل بالانفجار الاجتماعي الذي إن وقع، قد لا يعود في امكانكم ان تضبطوه او تحتووه، فالجوع يقتل، وباعتراف الدولة اللبنانية هناك ما يزيد عن 50 % من الشعب اللبناني تحت خط الفقر. وما يحزننا ان نرى الشعب اللبناني المعروف عنه حيويته ورفاهيته، وقد تحوّل الى منتظر لأن تُقدّم اليه مساعدة عينيّة ومعونة غذائية، والمشهد الذي حصل في طرابلس قبل ايام (الاشتباك الذي حصل خلال توزيع الإعاشات). كان مؤسفاً بحق”.
 
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا
 



تاريخ النشر: 2020-04-17 07:40:50

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية