موريتانيا : التشفي اليابس (تدوينة) | أخبار الساحل

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

التشفي اليابس (تدوينة)

أربعاء, 02/26/2020 – 00:26

في محكية آمُشْتِيلِيَةٍ قديمة أن رجلا مشهورا بالشجاعة والفروسية أثخن في خصوم قومه، أيام السيبة، وكايدوه وحاولوا النيل منه بكل جهد، فلم يتفق لهم ذلك..وشاء الله أن تضع السيبة أوزارها، وتعم العافية، ويعيش الرجل عقودا بعد ذلك حتى قارب القرن، ثم جاءه الموت الذي لا محيد عنه، فمات من الهرم..بقي في قلوب الموتورين رغم العافية شيء، وتصادف أن كانت سيدة من قرابته تزور أسرة من خصومه السابقين، فجاء شخص يجري على كراع واحد، يكرر مبشرا: أفْلَانْ أتْوَفَّ ظرك، فأخذت العزة قريبتَه، وقالت: أصَلْ مَانْكُمْ كَاتْلِينُ مَاتْ بيهْ اسْتَكْهِيلْ..في مادة الأخلاق العربية: لم يكن الفرسان يتشفون بموت من لم يقتلوه، ولا بمن مات حتف أنفه، بل كانت أنفسهم تعاف ذلك ـ وإن عظمت العداوة ـ لكنهم يدبجون القصائد فخرا بمن جندلوه وغادروه تعصب الطير حوله، وفيها أيضا: لم يكونوا يسطون بمن تنحى واعتزلهم..أشدُّ الناس يَبٓسًا من يتشفى بموت الميت حتف أنفه عن عُمُر، وقد أعجزه حياته، وصدق العلامة اللغوي الأديب Aref Hijjawi – عارف حجاوي فقد رأيت له الليلة التعليق التالي: “الشماتة بضاعة المهزومين”..
من صفحة القاضي احمد المصطفى



تاريخ النشر: 2020-02-26 03:26:55

الناشر/الكاتب: mokhtar

تفاصيل الخبر من المصدر : أخبار الساحل

نظام الارشفة الالكترونية