المغرب: تخلي معتقلي الريف عن الجنسية يبدد تعاطف المغاربة

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

هسبريس من الرباط

الجمعة 30 غشت 2019 – 07:15

أبدى المحامي عبد اللطيف بوعشرين، نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء سابقا، عدم اتفاقه مع الطلب الذي تقدم به ستّة من معتقلي حراك الريف، من بينهم ناصر الزفزافي، القائد الميداني الأبرز للحَراك، بإسقاط الجنسية المغربية عنهم، وقال إنّ هذا الطلب ستكون له تداعيات سلبية على المعتقلين، وعلى حَراك الريف بشكل عام. بوعشرين قال، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ قرار طلب معتقلي حَراك الريف الستّة بطلب إسقاط الجنسية عنهم إلى السلطات المعنية، كان مفاجئا، داعيا إياهم إلى إعادة النظر في قرارهم، ومراجعة أوراقهم، “من أجل الحفاظ على تعاطف المغاربة معهم”. وأوضح المتحدث ذاته قائلا: “أتمنى من الإخوة الذين قدموا طلب سحب الجنسية المغربية عنهم أن يعيدوا النظر في هذا الطلب، ليحافظوا على تعاطف المغاربة معهم. أما إذا تمادوا في هذه الخطوة فإنهم سيخسرون تعاطف المغاربة.. وبالتالي، فإنّ الصمود الذي أبدوْه والمحاكمات والعذاب الذي تكبّدته العائلات سيصبح لاغيا ولا قيمة له”. وذهب نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء سابقا إلى القول إنّ قيمة المسار النضالي الذي خطّه معتقلو حراك الريف تتجلّى الآن، وهم موجودون رهن الاعتقال خلف قضبان زنازين السجون، “فهنا تتجلى النخوة والقيمة، ولكن حين يكون رد الفعل بالتنازل عن المواطنة فإن المعتقلين سيفقدون تعاطف المغاربة”. وأوضح بوعشرين أنّ طلب معتقلي حراك الريف الستّة سحب الجنسية المغربية عنهم يُعد سابقة في تاريخ المغرب؛ فلم يسبق قط أن تقدم سجين، سواء كان معتقلا في إطار قضايا الحق العام أو القضايا العادية وحتى القضايا السياسية، بطلب تجريده من الجنسية المغربية. وفسّر المحامي بوعشرين سبب إقدام ناصر الزفزافي ورفاقه الخمسة على طلب نزع الجنسية المغربية عنهم بالإحباط واليأس السائد في صفوفهم، بعدما كانوا ينتظرون استفادتهم من العفو دون أن تتحقق هذه الأمنية، على الرغم من مرور عدد من المناسبات الدينية والوطنية التي يصدر فيها عفو ملكي عن المعتقلين. وأضاف: “شخصيا، لست متفقا معهم إذا كان هذا الطلب ردة فعل على الواقع الذي يعيشونه؛ لأن طلب سحب الجنسية المغربية عن شخص ما والتخلي عن المواطنة المغربية أمر غير مقبول بالنسبة إلي، لأننا نحن المغاربة لا نرضى المساس بالسيادة المغربية، كيفما كانت الأوضاع، ولا نرضى أن يأتي مواطن ويطلب أن تُسحب منه الجنسية المغربية”. وزاد المتحدث: “المعتقلون كانوا يحظون بتعاطف قوي من طرف أغلب المغاربة، ولكن حين يأتون ويطلبون إسقاط الجنسية المغربية عنهم، لا يمكنني أن أتفق، لأن هذا سيثير غضبا من طرف المتعاطفين معهم”، مجددا التأكيد على أنّ حراك الريف “هو احتجاج سلمي من أجل تحصيل ملف مطلبي يتضمن مجموعة من المطالب المشروعة”. واستطرد بوعشرين: “أتمنى من هؤلاء الإخوان أن يراجعوا أوراقهم. هناك مجموعة من المناسبات القادمة قد يستفيدون فيها من العفو، والتاريخ يذكر أنّ أشخاصا اعتقلوا مددا متفاوتة، وأفرج عنهم، فهذا هو النضال وهذه رسالته.. ومن يقتحم النضال يجب أن يتحمل التبعات وليس أن يتنصل من وطنيته، لأن هذا سيزيد الطين بلة”.



تاريخ النشر: 2019-08-30 09:15:00

الناشر/الكاتب:

Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية