المغرب: محاكمة “شمهروش”.. إمام لا يعرف معنى “الجهاد” وتواصل بـ”التلغرام” ونيران القضية تقترب من رموز سلفية

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

 افتتحت محكمة سلا المتخصصة في قضايا الإرهاب، اليوم الخميس، الجلسة الرابعة في مسلسل محاكمة المتهمين في قتل السائحتين في منطقة “شمهروش” في شهر دجنبر الماضي، مستأنفة الاستماع لباقي المتهمين في القضية، بعدما أدلى المنفذون الرئيسيون للجريمة، في الجلسة السابقة، لشهادتهم وتفاصيل تنفيذهم للجريمة. مطالبة بإدخال دار القرآن طرفا في القضيةبعد ذكرها من قبل المنفذين لجريمة “شمهروش” في تصريحات سابقة، واستمرار ورود اسم دار القرآن في مراكش على لسان المتهمين في ملف “شمهروش”، وجه دفاع الطرف المدني في القضية، اليوم الخميس، ملتمسا للمحكمة، من أجل إدخال دار القرآن طرفا في هذه القضية، بعدما نجح ذات الدفاع في جلسات سابقة في إدخال الدولة المغربية طرفا في المحاكمة.وقال المحامي خالد الفتاوي أمام محكمة سلا اليوم، إن دار القرآن محط الجدل، سبق وتم إقفالها بحكم قضائي سنة 2009، ويتجلى سبب الإقفال حسب الحكم، أن أكثر من مائة من روادها تورطوا في قضايا إرهاب وانتهى بهم الدور بالانتظام في خلايا إرهابية.واعتبر الفتاوي أن المتهمين في ملف “شمهروش” هم في الحقيقة “رؤوس فارغة تم ملؤها من طرف هذه الجمعية”، معتبرا أن مسؤولية الجمعية تابثة في هذه القضية.وطلبت المحكمة تأخير الملتمس إلى حين الانتهاء من الاستماع للمتهمين، فيما يسود ترقب كبير، حول ما إذا كانت هذه المحاكمة ستجر شخصيات سلفية معروفة للقضاء، بسبب وقوفها على رأس هذه الجمعية المسيرة لدار القرآن.تطبيق “تلغرام” ركن من أركان المحاكمة منذ بداية المحاكمة، ورد باستمرار الحديث عن تطبيق “تلغرام” للتواصل بين المتهمين وتنظيم “داعش”، حيث سبق أن صرح زعيم الخلية أمام المحكمة أن فيديو ذبح السائحتين أرسله عبر هذا التطبيق لأعضاء في التنظيم الإرهابي لنشره.وعاد الحديث بقوة عن هذا التطبيق المثير للجدل في جلسة اليوم، حيث قال المتهم نور الدين بلعابد، في شهادته أمام المحكمة، إن عبد الصمد الجود، المتهم الرئيسي في الجريمة ومن بين منفذيها، سبق له أن طلب منه تنزيل تطبيق التلغرام على هاتفه للتواصل معه.اعترافات بلعابد وارتباطها بالتلغرام لن تنتهي عند هذا الحد، بل قال أمام المحكمة إن الجود أخبره بتنفيذ جريمة قتل السائحتين عبر ذات التطبيق، حيث بعث له رسالة كتب فيها “راني قضيت”، وأرسل له فيديو مبايعة داعش وفيديو الذبح.كما قال بلعابد إن الجود طلب منه من قبل، عبر ذات التطبيق، المشاركة في الجريمة، برسالة قال له فيها “بغيتك تنصر الله معايا”، غير أنه قال أمام المحكمة إنه لم يستجب وقال له “أنا مامساليش”.بلعابد، سبق له أن اعترف أمام قاضي التحقيق بمبايعة داعش، كما أكد في حديثه في الجلسة العلنية اليوم، بمشاركته لفيديو لداعش على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، مرفوقا بتدوينة تظهر تعاطفه مع التنظيم.التقينا باش نصيدو “بالجباد” أغلب المتهمين الذين مثلوا اليوم أمام محكمة الإرهاب بسلا، إلى حدود الآن، وعددهم خمسة، اختاروا التنكر لتصريحاتهم السابقة أمام الشرطة وقاضي التحقيق ونفيها، والإجابة بالنفي على جل الاتهامات التي وجهت إليهم واعترافاتهم السابقة التي ووجهوا بها، ومنهم المتهم عبد الكبير الخمايج.الخمايج نكر مشاركته في محاولة لصنع سم قاتل كان قد تحدث عنها عبد الصمد الجود في الجلسة السابقة، وقال إن محاولة صنع السم باءت بالفشل “وكلاه الفار وكليناه وماوقع لنا والو”.واختار الخمايج تلخيص علاقته بباقي المتهمين في هذه الجريمة، بالخروج في رحلات صيد قال إنهم كانوا يستعملون فيها “الجباد”، منكرا عرضه للمجموعة تسخير بندقية لهم لتنفيذ خططهم، رغم حجز بندقيته وحجز ملابس شبه عسكرية في بيته رد عليها بالقول “ديال الوالد”.واعترف الخمايج بتفكيره في فترة من الفترات في الالتحاق بجماعة “بوكو حرام” الإرهابية في نيجيريا، كما تحدث كذلك عن ارتياده لدار القرآن.أربعة هواتف وحساب على الفيسبوك باسم “نسيم المساء” للاطلاع على أخبار “داعش” خلال جلسة اليوم التي لم تنته بعد، لفت عبد اللطيف الدريوش الأنظار، لكونه أكبر المتهمين في هذه القضية، اختار الرد على الاتهامات الموجهة إليه من طرف المحكمة بالإنكار، غير أن مثول إبنه، البشير الدريوش، بعده في ذات الجلسة، أمام المحكمة، جعل أقوال الأب والإبن تتضارب.الدريوش الأب، أكد في بداية الاستماع إليه أمام المحكمة أنه لا يملك إلا هاتفا واحدا ومتخلف ولا يضم نظام “اندرويد” الذي يمكن أن يمكنه من الاطلاع على إصدارات “داعش” والفيديوهات، غير أن المحكمة واجهته بمحاضر حجز أربعة هواتف في عهدته ولوحة إلكترونية، وهو ما رد عليه بالقول “لا هادوك ماخدامينش، كولشي غير لافيراي”.تراجع الدريوش الأب عن أقواله في نفس الجلسة تواصل، حيث أقر بتوفره على حسابات متعددة على شبكات التواصل الاجتماعي، وحسابات متعددة على تطبيق التلغرام، وهي الحسابات التي كان يدون أسماءها وكلمات سرها في ورقة.اعترافات الدريوش الأب تواصلت، حيث قال إن من بين حساباته حساب باسم “نسبم الليل”، كان يتابع من خلاله شبكات التواصل الاجتماعي.من جانبه، مثل البشير الدريوش، أمام المحكمة مباشرة بعد والده، حيث اعترف بحضور لقاءات الخلية رفقة والده، مقرا بمناقشة مواضيع جهادية.الإمام الشعابتي.. من قاعة “الباكالوريا” إلى إفادة “ضاحكة” أمام المحكمة أعلنت المحكمة في بداية جلسة اليوم غياب المتهم عبد الغني الشعابتي عن الجلسة بسبب اجتيازه لامتحانات الباكالوريا، قبل أن يحل بالقاعة مباشرة بعد انتهاء امتحانه الذي علق عليه ضاحكا “مر في أحسن الظروف”.الشباعتي الذي يبلغ من العمر 30 سنة، ينظر إليه بكثير من الاهتمام في هذه القضية، بحكم أنه كان هو الإمام الذي يتحلق حوله باقي المتهمين، وأكثرهم إتقانا للفرنسية، وأكثرهم تمكنا من التواصل مع المتهم السويسري كيفن.“الإمام” الثلاثيني، اختار الإجابة على كثير من أسئلة المحكمة بللسخرية أو الانفجار بالضحك، في مشهد مثير للدهشة.تحدث الشعابتي مطولا عن علاقته بالسويسري كيفن، حيث قال إن علاقته به انقطعت منذ ما يقارب السنة والنصف، واعتبر أن تعرفه عليه في البداية من أجل تعريفه بالإسلام والإجابة على تساؤلاته.الشعابتي لم يوضح سبب قطع علاقة كيفن به قبل سنة ونصف، واكتفى بالقول إن كيفن غير رقم هاتفه، وانقطع التواصل بينهم، رغم إلحاح دفاع المتهم السويسري في طلب توضيح أسباب توقف العلاقة.وكشف الشباعتي أنه كان يشغل منصب إمام في أحد المساجد بنواحي مراكش، وكان يتلقى نصف راتبه من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والنصف الآخر من جمعية تابعة للمسجد، مكنته من الإشراف على تدريس الأطفال وتحفيظهم القرآن.ورغم أنه إمام، عجز الشباعتي عن تقديم تعريف للجهاد عندما طلبته منه المحكمة مرارا، ورد في المرة الأولى بالقول “الجهاد معروف في الإسلام”، قبل أن يجيب في المرة الثانية “ماعرفتش وأنا ماشي إمام أنا غير كنصلي بالناس، وملي شدوني قلت لهم أنا غير كنصلي وهوما ماعرفوش يكتبوها بالفرونسي وكتبولي إمام”.



تاريخ النشر: 2019-06-13 18:19:47

الناشر/الكاتب: سارة الطالبي

اليوم 24 – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية