لبنان: الأشغال الشاقة في لبنان…”أهون من قعدة الحبس”

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

ستتدافع في ذاكرتك من دون أدنى شك مشاهد من أفلام ومسلسات مصرية تظهر مساجين يفتتون صخوراً أو يقومون بأعمال تنقيب في صحراء إنفاذا لعقوبة الأشغال الشاقة ضمن سيناريو الفيلم أو المسلسل، لكن مهلاً  يجب عدم التسرع في هذا الموضوع لأنه حتى في الدراما المصرية لم تعد تظهر مثل هذه المشاهد في الأعمال الفنية بعدما ألغى البرلمان المصري هذه العقوبة من سجل الأحكام اعتباراً من العام 2003.

ماذا عن لبنان؟هل تطبق هذه العقوبة في السجون اللبنانية وما هي البدائل عنها؟
“مجرد الإقامة في أحد سجون لبنان السيئة السمعة هي بحد ذاتها “شغل شاق” نظراً إلى سوء وضع هذه السجون لأسباب عدة أولها الاكتظاظ غير المسبوق الذي يجبر السجناء حتى على تنفيذ مداورة للخلود الى النوم ليلا أو النوم بوضعية”كعب و راس”.هذا التعليق المضحك-المبكي يختصر إجابة المحامي بالإستئناف جاد طعمة في معرض رده على سؤالنا حول تطبيق عقوبة الأشغال الشاقة في لبنان. يقول طعمة إن عقوبة الأشغال الشاقة هي عقوبة جنائية وردت في المادتين 44 و 45 من قانون العقوبات لكنها لا تطبق فعلياً في لبنان. فقد ورد في نص المادة 45 ما حرفيته “يجبر المحكوم عليه بالأشغال الشاقة على القيام بأشغال مجهِدة تتناسب مع عمره وجنسه سواء داخل السجن أو خارجه”. هذه العقوبة التي تلازم عدداً لا يستهان به من الأحكام الصادرة بإسم الشعب اللبناني محصورة فقط بمشغل صغير موجود داخل سجن رومية المركزي وقد “قضم” اكتظاظ السجون جزءا كبيرا منه.الحكم بالأشغال الشاقة قد يكون مؤبداً أو موقتاً، وفي الحالة الإخيرة تتراوح مدته بين 3 و15 عاماً وتترافق المحكومية مع تجريد السجين من حقوقه المدنية والحَجْر عليه وفقاً  للمادة 50 من القانون عينه والتي أدخل المشرع اللبناني عليها بعض التعديلات في العام 1983.إذا كان الهدف من تطبيق العقوبات، أيا كان نوعها، هو إعادة تأهيل السجين مهما كان الجرم الذي ارتكبه، فمن المؤكد أن أوضاع السجون اللبنانية المزرية لا تساعد على تحقيق هذا الهدف الإنساني بل على العكس فهي تخّرج أشخاصاً “يتفوقون”بالإنحراف نحو طرق السوء في كثير من الأحيان “لأن نزيل السجن عندنا ينفذ تلقائياً عقوبة “الشغل الشاق” بمجرد أن تطىء قدماه عتبة السجن.



تاريخ النشر: 2019-07-25 12:05:31

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية