لبنان: الحكومة “العيدية” لم تنضج بعد… عقبات تعرقل اعلانها ودعوات للتروي

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

انسحبت برودة الأجواء على الملف الحكومي، الذي ما زال في أول طريقه نحو التأليف يصارع رياح الشروط والشروط المضادة، ويسابق أزمة اقتصادية ومالية تعصف بالبلاد وتتهدد الكيان ولقمة عيش المواطنين. وبغض النظر ما اذا كانت الحكومة “العيدية” ستكون قبل عيد رأس السنة أو بعدها بأيام قليلة، الاّ ان هذه الحكومة، ستجد نفسها في مواجهة تحدي منع الانهيار أو الحد منه، في ظروف ضاغطة وكارثية قد تطيحها في الشارع قبل انطلاقتها الفعلية.

الاتصالات مستمرةفي هذا الوقت، يمضي الرئيس المكلف حسان دياب في اتصالات مع الجهات المعنية وتحديداً مع القوى الداعمة لتكليفه، أي “التيار الوطني الحر” والثنائي الشيعي، ويواجه صعوبة بالغة في عقد “صفقات” حكومية مع المكونات الاخرى، في ظل غياب أي مكون سني شريك قادر على توفير الغطاء للحكومة. وعلمت “النهار” ان دياب يملك تصوراً أولياً لعدد الحقائب وتوزعها، وقد اتصل بعدد من الشخصيات التي يرغب في توزيرها، وهو يجد صعوبة في الاسماء السنية تحديداً. وعلم ان وجوهاً سنية اعتذرت عن قبول المهمة. وقد التقى دياب الرئيس نبيه بري في عين التينة ظهر أمس بعيداً من الإعلام وتناولا تشكيل الحكومة وما بلغته الاتصالات. كما التقى قياديين في الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديموقراطي اللبناني و “تيار المردة”. وسيستكمل اللقاءات مع قوى حزبية أخرى.وعلى الرغم من المعلومات المتناقضة حول احتمال ولادة الحكومة العتيدة، قبل رأس السنة الميلادية، أو بعده بقليل، بحيث تكون “عيدية السنة الجديدة”، فإن مصادر سياسية مطلعة، أكدت لـ “اللواء” ان ما من جديد سجل في الملف الحكومي، باستثناء الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف حسان دياب من أجل تدوير الزوايا، خصوصاً بعدما برزت في وجهه صعوبات، ليس أقلها عقدة تمثيل السنَّة، في  ضوء رفض شخصيات سنيَّة قبول المنصب الوزاري، ورغبة الأحزاب السياسية في ان يكون لها رأي في التشكيلة الحكومة، على اعتبار انها حكومة استثنائية في ظروف استثنائية، ولا بدّ من تحضير أجواء سليمة وهادئة لكي تكون الولادة سهلة، وميسرة وغير قيصرية، فضلاً عن صراع حصص يدور رحاه في الكواليس، بحسب النائب جميل السيّد.تقدم في الملف الحكومةوفي المعلومات المتوافرة لـ”النهار” فان الاتصالات تعكس تقدماً في الصيغة الحكومية المطروحة من غير أن تكتمل ويرجح ان تكون ما بين 18 و20 وزيراً، في ظل تكتم واضح على الأسماء المطروحة، مع الاشارة الى ان بورصة الأسماء متحركة ولا تأكيد للأسماء المتداولة في الإعلام. وافيد انه بعد استمزاج مجموعة من الأسماء السنية للوقوف على مدى امكان توزيرها، ونتيجة جملة من الضغوط، أقدمت هذه الاسماء على الاعتذار وعدم استجابة طلب دياب. في المقابل وإذ رأت المصادر عبر “اللواء” ان بعض الأسماء التي سربت دقيق وبعضها الآخر غير دقيق، وكذلك الأمر بالنسبة لتوزيع الحقائب، لفتت إلى “ان التسرع في نشر الأسماء لا يعطي نتيجة، بل يضر ولا يفيد، وان بعض العصوبات التي ظهرت يعمل على تذليلها، والرئيس المكلف ما زال ضمن المهلة، إذ لم يمض على تكليفه سوى بضعة أيام، وان الاتصالات التي تجري تدور حول طبيعة تركيبة الحكومة وشكلها، من حيث الأسماء هي موضع تقييم، منها ما هو مقبول، ومنها من لقي بعض التحفظات.في الموازاة، ثمة معلومات مفادها أن رئيس الوزراء المكلف سيواجه بدءاً من اليوم حركة اعتراض في الشارع عقب صلاة الجمعة. وتحمل الاحتجاجات طابعاً سياسياً ومذهبياً، اذ ستنطلق مسيرات حاشدة في المناطق. وقال مصدر مطلع لـ”النهار” إن التطورات لن تساعد في الولادة السريعة المرتقبة.تشكيلة حكوميةوتم في هذا السياق تسريب تركيبة حكومية من 12 وزيرا خلت من تمثيل سنّي تضم: نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع شادي مسعد.اللواء لبيب ابو عرم وزيرا للداخلية. غازي وزنة  أو وسيم منصوري للمالية.دميانوس قطار للخارجية. فايز الحاج شاهين للشؤون الاجتماعية.نشأت منصور للتربية.الوزيرالسابق زياد بارود للعدل. بترا خوري للصحة.حسين قعفراني للزراعة.غسان العريضي للبيئة والسياحة.نقيبة المحامين السابقة امال حداد للعمل.وتردد ايضا ان الوزير جبران باسيل طرح اسم السفير قبلان سايد فرنجية وزيراً للطاقة، وهو الامر الذي قابله  رفض غير مباشر رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في تغريدة له عبر تويتر قال فيها: “حتى الآن طبخة الحكومة تُظهر أنها حكومة ظاهرها مستقلّ وباطنها مرتبط بباسيل، حكومة تضمّ مستقلّين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة، وسياسيين مشهود لهم بالتقلّب. إلا إذا الله ألهم الرئيس المكلّف”.كما ذُكر ان “الخليلين” اعترضا على طرح الاسم، لكن مصادر “التيار الوطني الحر” نفت أن يكون باسيل قد طرح اي اسم، في حين ذكرت “نداء الوطن” أن باسيل متمسك باعادة توزير ندى البستاني في وزارة الطاقة.وعلمت “الأخبار” أن دياب يريد مروان شربل لحقيبة “الداخلية”، خصوصاً أن اللواء ابراهيم بصبوص اعتذر عن عدم تولي المهمة بسبب الوضع في الشارع السني .ومن هنا، قالت مصادر رسمية متابعة عن قرب للوضع الحكومي لـ”اللواء”: ان الحديث لا زال يدور حول الصيغ، لا سيما مبدأ توزيع الحقائب، والرئيس المكلف يتواصل بهدوء تام مع كل الكتل النيابية  التي ابدت رغبة باقتراح اسماء اختصاصيين للحكومة  على امل ان تمثل الحكومة اكبر مروحة من التوجهات لكن باختصايين مستقلين، بحيث تحوز على اوسع ثقة نيابية لا بد منها في النظام البرلماني.



تاريخ النشر: 2019-12-27 05:26:13

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية