لبنان: خوفنا على لبنان من فقدان إستقلاله المالي

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

اختتم رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته الجنوبية أمس بزيارة بلدة صربا في منطقة اقليم التفاح، حيث أعد له استقبال شعبي حاشد في ساحة البلدة ونثرت الورود والارز لحظة وصوله بمشاركة رئيس بلدية صربا المحامي ايلي الحلو وشخصيات وفاعليات البلدة.واقيم احتفال خطابي حضره رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي، عضو كتلة “التغيير والاصلاح” النائب سليم الخوري، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، مدير عام مجلس الحنوب المهندس هاشم حيدر، قائد الدرك السابق العميد جوزف الحلو، رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح بلال شحادة، مدير مديرية امن الدولة في محافظة النبطية الرائد طالب فرحات، وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية وتربوية ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من الاهالي.

بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس هيئة “التيار الوطني الحر” في النبطية المحامي خالد مكي كلمة رحب فيها بالوزير باسيل وقال: “نرحب بكم في هذا اللقاء الذي يجمعنا برجل من رجالات الدولة الذين عقدوا العزم على بناء الوطن مع شركائه في هذا الوطن ، تنوع يكسبنا غنى فريدا نعتز به ونفتخر”.ثم ألقى رئيس بلدية صربا كلمة قال فيها: “فلتكن زيارتكم رسالة لكل لبنان على وحدة شعبه دينا وعرقا وتكوينا، في التاريخ وفي الحاضر وللمستقبل، ودعوة لكل المواطنين على اختلافاتهم، بأننا شعب واحد نعمل لهدف واحد ووطن واحد، وما تمايزنا إلا اختلاف وليس خلاف ولا عداء بل مجرد منافسة على خدمة أفضل للوصول إلى مستقبل أفضل”. واشار الى ما قدمه باسيل “على صعيد العمل العام والسياسي وما قدمه لبلدة صربا، وقال: “كنتم أحد أهم العاملين والهادفين والمنفذين في تأمين بناها التحتية وحاجات مواطنيها، وما زال نفسكم الانمائي مستمرا من مواقعكم الحالية، أو بمن لكم عليه تأثير في أي موقع كان”، مؤكدا “أن صربا لن تنسى اهتماماتكم ولفتتكم إليها”. اضاف: “نحن وكما نقدر سعيكم الدائم بوزارة الخارجية لإعادة مهاجرينا من الخارج وربطهم على الأقل بلبنان بشكل دائم نرجو منكم العمل على إعادة مهاجري الداخل وربطهم بقراهم، فيكون التوزيع السكاني العادل عاملا على إعادة الانماء المتوازن، فنحيي أرضنا ونبني قرانا”.كما كانت كلمة لرئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح بلال شحادة لفت فيها الى “ان مبادرات ابناء اقليم التفاح والقوى السياسية الممثلة لهم كانت ولا تزال تلعب الدور الاساسي في حركة الانماء”. وقال: “نأمل من الوزارات المعني بادارتها تياركم الوطني ان تولي منطقتنا مزيدا من العناية وندعو عبركم كل وزراء التيار لزيارتنا والاطلاع عن كثب على اوضاعنا”.ثم ألقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: “أنا سعيد جدا ان أنهي جولتي اللبنانية على الاقضية اللبنانية في الجنوب، وتحديدا في قضاء النبطية وفي هذه البلدة العزيزة صربا بما ترمز اليه، وأنهي جولة أقوم بها كل سنة، وعلى الاقل مرة في كل الاقضية اللبنانية من حين استلمت مسؤوليتي في “التيار الوطني الحر” لنقول ان هذا التيار موجود في كل المناطق اللبنانية وفي كل الطوائف،موجود في قلوب الناس وهذا مدخلنا لكل منطقة, وهو ما اكدناه بسياستنا الوطنية وهذا ما نؤكده اليوم بوقوفنا اليوم امامكم. اقول لكم الحقيقة اليوم، ان الفضل بهذه الزيارة لهذه المنطقة هو لمنسقنا في قضاء النبطية رفيقنا وحبيبنا المحامي خالد مكي وكل الهيئة، والذين اشتغلوا واستطاعوا في وقت قصير التعبير عن توجهاتنا الوطنية”.اضاف: “تجربتنا الوطنية كتيار كانت في حرب تموز 2006، ونحن اليوم في النبطية في تموز 2019، النبطية مدينة العلم والعلماء والمفكرين أمثال حسن كامل الصباح، وهذه السنة كما قيل لي ان النبطية هي الاولى في لبنان بنتائج الامتحانات الرسمية والنبطية، هي منطقة المقاومين من بوابتها مع ادهم خنجر الذي قاوم الانتداب، لان الاحتلال او الوجود الاجنبي هو مرفوض من انسان وطني ويعيش سيادته بشكل حقيقي وهذه هي النبطية التي قدمت الشهداء وحررت لبنان في عام 2000 وانتصرت للبنان في عام 2006 لا تزال اليوم تقدم الابطال من اجل الدفاع عن لبنان وسيادته”.واعلن باسيل ان “مفهومنا في الدفاع عن سيادة لبنان لا يتجزأ، السيادة واحدة ولا يوجد لها 100 تفسير، والدفاع عنها واحد. ومن اجل ذلك، أعتبر ان الذي حققناه في ال2006 كان عبرة كبيرة حتى لا يتجرأ احد ثانية ويمد يده على لبنان، وهذا هو الانتصار الحقيقي بقوة الردع التي شكلها انتصار ال2006”.واكد “ان لا خوف على لبنان من اسرائيل، بل خوفنا الحقيقي على لبنان من فقدان استقلاله المالي، وهو التحدي الحقيقي الذي نواجهه اليوم. شهداء ودماء سقطت للمحافظة على استقلال لبنان السياسي واعطاء معنى لقوة لبنان”. وقال: “خوفنا اليوم ان توضع اليد علينا ماليا، ومواجهة هذا الامر هي ايضا بقرار سيادي استقلالي لبناني ويجب ممارسته غدا في الموازنة، موازنة ال2019 وموازنة ال2020. واذا اعتبرنا اننا في موازنة ال2019 قمنا بعملنا في الحكومة وفي لجنة المال وبعدها في المجلس النيابي. ونقول اذا الله اراد فان الهيئة العامة تنجز الموازنة وتصبح ال2019 وراءنا، ولو كنا كتيار وطني غير مقتنعين بها، ولكن لا يمكن ان ننكر اننا وافقنا عليها في الحكومة وفي لجنة المال، ولن نعمل كغيرنا بأن نوافق في الداخل ونرفض في الخارج ونعمل شعبوية على موضوع حساس كالموازنة”.اضاف: “صحيح لم نحقق ما كنا نأمل في تحقيقه، وان الفرصة لم تنته وقد تأتي لاحقا. ولكن اقول لكم ان علينا ان نتحمل مسؤوليتنا جميعا، وزراء ونوابا لاننا كلنا واحد، وعلينا مسؤولية ان نجعل لبنان ينتصر اقتصاديا، والا فان كل ما وضعته المقاومة والشعب اللبناني يذهب هدرا امام سقوطنا الاقتصادي. الخطر الحقيقي على وطننا ومجتمعنا، اليوم هو التحلل المالي والاقتصادي، لان معه يتحلل مجتمعنا ويتفكك تضامننا، ومن هنا يصبح التسرب الحقيقي علينا، وهذا ما يخطط له، وهذا لا يواجه بشعبوية وبقلة مسؤولية وبعدم مصارحة شعبنا وناسنا بحقائقنا المالية والاقتصادية، وهذا ما لم يعد يعمل ب”روتشة” لا حسابية ولا اقتصادية، بل هو بحاجة الى تغيير جذري في سياساتنا المالية والاقتصادية، واكيد ليس كما فعلنا في موازنة ال2019، يمكن ان موازنة ال2019 تعطينا بضعة اشهر للدخول الى موازنة ال2020″.وتابع: “علينا ان نصارح بعضنا ان ما فعلناه في موازنة ال2019 لا يبعد الخطر الاقتصادي عنا ابدا، وعلينا ان نكون مسرعين كثيرا لاخذ قرارات جريئة نصارح فيها ناسنا في أيلول ال2020، وليس المهم ان يصدقنا المجتمع الدولي، بل المهم ان يصدق الشعب اللبناني اننا نريد القيام باصلاحات حقيقية، وحينها نستطيع ان نطلب من العسكري ومن الاستاذ والقاضي وموظف القطاع العام ان يضحي، عندما يرى ان السياسيين يقومون بالتضحية بصناديقهم وبالمؤسسات التي يعتبرون انها تابعة لهم، وعندما يرون ان ابواب الهدر ستتوقف، وعندما يرون ان السياسيين يريدون التضحية كرمى شعبهم ومؤسسات بلدهم، هنا نستطيع ان نقول لهم ان يعطوا ويضحوا ولا شك حينها ان العسكري الذي قدم حياته سيضحي اكثر، وان الاستاذ والقاضي سيعطيان اكثر، فالتضحية مطلوبة من الجميع وخصوصا من السياسيين الذين عليهم ان يفكوا عن سياسات الماضي التي اوصلت البلد لهذا النمط من الهدر، ومن الفساد”.وقال: نعم هنا نريد وحدة وطنية بما سنقوم به جميعا، وحدة تتجلى كما تجلت في حرب تموز، وهنا لا يمكن ان نزايد على بعضنا وما علينا الا ان نطمئن بعضنا، لكن المشكلة ان كل واحد يريد ان يخطو خطوة يخاف من ان يزايد عليه احد من الوزراء ويريد الايقاع به، في وقت علينا جميعا ان نتضامن مع بعضنا لكي نتمكن من تمرير هذا القطوع، وهنا وحدتنا الحقيقية التي تجعلنا نعمل سياسة اقتصادية تخرجنا من هذه الضائقة التي نغرق بها، وتجاربنا مشجعة لان الذي استطاع ان ينتصر على اسرائيل وعلى الارهاب لن يعصى عليه ان ينتصر على أزمة مالية، كل عناصر انتصارنا فيها متوفرة”.اضاف: “نحن شعب واجهنا ويمكننا ان نواجه اكثر، ولدينا اقتصاد كل مقوماته موجودة، نحن في الجنوب في المحل الذي موعودون به بثروة نفطية وغازية وقادرون على حمايتها. اننا نحمي حدودنا البرية والبحرية اولا بقوتنا وثانيا بعزمنا بان لا نتنازل في اي مفاوضات قد تحصل ولا نسلم. وانا اقول، نعم لبنان لا يجب ان يكون عنده عقدة في اي مباحثات يمكن ان تحصل، بالسلم، بالدبلوماسية، بالسياسة، والانتصار يكون في بعض الاوقات أكبر مما يحقق بالدماء، وفي النهاية هو انتصار، والنتيجة هي ان لا نتخلى عن اي حبة تراب ولا عن نقطة ماء ولا عن نقطة نفط من ثروتنا ومن حقوقنا، فالشكل ليس المهم بل النتيجة هي المهمة”.وشدد على ان “هذه الثروة التي نتحدث عنها يجب الحفاظ عليها، ليس فقط من اسرائيل، بل منا جميعا ونضعها في صندوق سيادي حتى نؤمن انها لنا ولشبابنا، وهذه واحدة من امكانياتنا الكبيرة. في شهر تشرين ستبدأ الشركات العالمية بالتنقيب في بحرنا عن نفطنا وغازنا، ولا تستهونوا بثروات ثانية، مياهنا وهي ثروة كبيرة لبلدنا، وايضا ارضنا، زيتوننا، هذه هي المقاومة الاقتصادية، عندما نحمي انتاجنا ايضا، وهنا الاستقلال الاقتصادي عندما نختلف مع سفير او بلد ولا ننصاع لاي اتفاقية قد تفرض علينا لان سفير هذه الدولة او تلك طلبها منها وهي ليست من مصلحة بلدنا”.وقال: “نحن قادرون بتفاهمتنا الداخلية ان ننتصر على اسرائيل، ولا يجب ان نخسر ذلك في معركة الاقتصاد هي ليست صعبة علينا، نحن قادرون بهكذا تفاهمات ان تكون امثولة لكي نحقق انتصارات ايضا في الاقتصاد. انا اليوم سعيد كثيرا انني شاهدت علم التيار وعلم حركة “أمل” على العمود نفسه وفوقهما العلم اللبناني، لذا نحن قادرون على ان نتفاهم اقتصاديا. وانا الان كنت جالسا بين اثنين (النائبان محمد رعد وهاني قبيسي) يسمونهما ثنائيا، ولا نريد ان نقول اعملوهم ثلاثيا، بل اعملوهم 2 زائدا واحدا، فنكون نحن التيار الثالث الذي يزيد مجتمعنا قوة، يكتمل ولا ينقص. أينما وجدنا في اي منطقة وفي اي طائفة نحن نزيد قوة بعضنا، وليس ضروريا ان نأخذ محل احد بل نقوي بعضنا، وهذا الامر بحاجة الى قناعة وطنية كبيرة وتفهم لبعضنا البعض”.وتابع: “ليس غريبا على الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله ان يقول في مقابلته التلفزيونية “ان المناصفة في قلب الدولة والادارة وعيشها وفهمها، وترجمتها نتم بالحوار والاقناع وليس بالفرض، وليس غريبا عليه، لاننا نحن واياه اشتغلنا الى ان اعدنا للميثاقية اللبنانية معناها الحقيقي وليس اللفظي فقط، بل الفعلي، برئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان مؤخرا بقانون الانتخاب، وليس صعبا ابدا على رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يقول غدا في المجلس النيابي “ليس هذا المحل، في الموازنة، ان نفرض اشياء على بعضنا البعض فنكون نحل ازمة وطنية بموازنتنا ونخلق ازمة وطنية بمناصفتنا”. ليس هذا هو الوقت ولا الطريقة التي نحل بها مشاكلنا الميثاقية العميقة والتي نقدر على حلها بالدستور وبالحوار وبالعيش المثالي الذي بتنا نعيشه منذ سنتين وثلاث سنوات، ونرى كم هو يعمل لنا استقرارا سياسيا وامنيا حقيقيا، ويمهد لنا ليس فقط الاستقرار الاقتصادي بل الازدهار الاقتصادي للبنان، وهذا هو التفاهم العميق بين بعضنا والذي يدفعنا لكي نزيل الهواجس عند اي احد منا ونستطيع ان نعيش بطمأنينة كبيرة للمستقبل”.بعد ذلك تسلم الوزير باسيل درعا تقديرية من هيئة التيار في صربا، ثم أقيم عشاء قروي على شرفه.



تاريخ النشر: 2019-07-15 13:28:35

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية