لبنان: سرقة كاتب عدل الميناء الاستاذة منى الحلاب للمرة الثانية!!

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

كتب المحامي وهيب ططر لـ”لبنان 24″: “أفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” أن كاتبة العدل منى الحلاب، تعرضت لنشل حقيبتها وبداخلها مبلغ مليون ليرة، من قبل مجهولين يستقلون سيارة “رابيد” نوع “كونغو” زجاجها داكن، وذلك في منطقة الضم والفرز قرب مستديرة السلام في طرابلس. وحضر عناصر من قوى الأمن الداخلي وفتحوا تحقيقا بالحادث.

للمرة الثانية، تتعرض الاستاذة منى محمود حلاب، كاتبة عدل مدينة الميناء، للسرقة في تكرار لحادث مثيل، سبق ثورة 17 تشرين الاول بأيام ! واقعة جديدة تضاف الى مئات آلاف التعديات و الجرائم التي تستهدف النساء.جرائم تنفذ في الخفاء وفي العلن، وضحاياها يقعن تحت تأثير نفسي، في وطن غابت عنه الدولة و أجهزتها.الاستاذة منى هي صديقة و اخت عزيزة تكتب بالعدل بين الناس عملا بحرفية وروح الاية الكريمة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ، وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا… صدق الله العظيم.كانت الاستاذة الكاتبة العدل ، قد تعرضت سابقا لعملية نشل، عندما باغتها، السارقون ليلا وقاموا بالسطو على أموال تحملها، كانت قد اودعت لديها من المواطنين، وفي الامس في غفلة منها خطف مجرم قد يكون متصل بالسارق السابق، حقيبة يدها ، تاركا ندوبا على رجلها، فوقعت أرضا ، تتأمل في من حولها، فيما حاز ذاك السافل غنيمته وهرول مسرعا بين السيارات بعيدا عن الأنظار في غياب تام للشرطة و لرجال الامن، فالساعة تجاوزت السادسة مساء، والنشّال يسير بزهو ويختار من بين ضحاياه النساء، لإيمانه بأنهن لن يفلحن في اللحاق به، ولمعرفته الجيدة بأن المكان مؤمن للصوص، فدولتنا في اجازة طويلة غير منقطعة.في السرقة السابقة، أوقفت قوى الامن عدد من المتورطين وعجزت عن توقيف الباقين، من محترفي هذا النوع من السرقات، ما سمح للجناة باستهداف الاستاذة منى الحلاب مجددا، ومعها المرأة عموما التي تحولت إلى هدف لهؤلاء الجناة، فيما لم تقِها إستراتيجيات الأمن ولا الشرطة ولا تعزيزاتها في الشوارع والأزقة، الى الحد من تذوّق كأس القهر، هذا الكابوس المخيف، الذي لا تنحصر أضراره في نشل حقيبة بها وثائق شخصية وبطاقة مصرفية وربما دفتر شيكات، بل تتجلى أيضا في الحالة النفسية المؤدية إلى الخوف والشعور بانعدام الأمن، والعيش الدائم في “فوبيا” السير في شوارع مدينة طرابلس المنكوبة.أداء المسؤولون، في الأمن تجاه جرائم النشل، ليس بحجم هذا الواقع الاليم، حيث أن الجدوى المنشودة تكمن في التحرّك بالسرعة اللازمة وإيقاف المعتدي في الوقت المناسب، لا الاستماع إلى الضحية بعد بيروقراطية زائدة وانتظار ممل، ومنحها رقما ضمن العشرات من الشكاوى، وانتظار الذي يأتي أو لا يأتي. هذا التحرك مطلوب مضاعفته خصوصا عندما تتعرض النساء للنشل، فهن الامهات والاخوات والزوجات والبنات والحفيدات، وهن الأكثر عرضة لجرائم النشل، فقبل الاستاذة منى جرى نشل حقيبة يد حضرة القاضي غادة عون، مدعي عام جبل لبنان، وفيها هاتفها المحمول، بكل محتوياته الرقمية، ولا ندرِ ان تم نسخها، ولا ندرِ ما اذا جرى توقيف الفاعل في تلك القضيّة !عدم توقيف الفاعلين الذين سرقوا حقيبة يد المدعي العام ومعرفة السارق، سببه فساد رجال الحكم و موظفو الدولة، الذي أدّى الى تفكّك المؤسسات، وضعف هيبة الدولة الى حدّ الانعدام، وعندما تمتد يد السلطة السياسية في فم القضاء، تغيب الشفافية ويصبح البلد بكافة قطاعاته مرتعاً للفساد والمفسدين. فالفساد لا يبنى على هدر من هنا وسرقة من هناك فحسب بل على انصهار السلطات السياسية والأمنية والمحاسبية في قالب واحد غير قابل للفرز إلا وفق معايير طائفية وعاجز عن الإنتاج خارج إطار الزبائنية، وفي ظل ذلك سيبقى المجرمون مجهولين !مجهولون ، سرقوا وعلى مرتين، من الاستاذة منى الحلاب الاموال، الا أنهم لم ولن يستطيعوا أن ينشلوا من ذكرتها أسرار أبناء مدينة الميناء، الراسخة في ذاكرتها الكتومة، المتلازمة مع تلك الابتسامة الرقيقة التي لا تفارقها رغم كمّ مصائب الناس التي تعرض عليها يوميا، فلا تبخل على أحد بالنصح، محاولة دائما تهدئة ذات البين بصوتها الهادئ اللطيف، فتعطي الاوامر لمساعدتها المعروفة بالعزف على الآلة الكاتبة، لتدوين المصالحات والابراءات واثبات الحقوق.وختاما أقول لصديقتي الاستاذة منى، ما قاله المثل اليوناني “المصيبة هي في عدم قدرتنا على تحمل المصيبة” ، ووما قاله الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه) ” لا تجزعن إذا نابتك نائبة واصبر ففي الصبر عند الضيق متسع إن الكريم إذا نابته نائبة لم يبد منع على علاته الهلع”.



تاريخ النشر: 2019-12-29 10:45:27

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية