لبنان: “محامي بسمنة وآخر بزيت”… لماذا يشرب “المحظيّون” القهوة في مكاتب القضاة؟

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

“محامي بسمنة ومحامي بزيت”، بهذا المثل الشعبي معدلاً لمقتضى الموضوع يصف أحد المحامين ما آلت اليه أحوال عدد لا يستهان به من “حراس العدالة”، أي المحامين، نتيجة “حظوة” ينالها البعض منهم من قبل عدد من القضاة سواء كانوا قضاة تحقيق أو محامين عامين.مناسبة ما نكتبه هي حال من التململ والإمتعاض في صفوف عدد كبير من المحامين ناتجة عن “تمييز موصوف”من قبل عدد من القضاة بين محامٍ وآخر. أما السبب المباشر فهو ما حصل أخيراً مع المحاميين هيام دندش وزوجها موسى العوطة في مكتب مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، وما تبعه من هرج ومرج وتدافع وتكبيل يدي المحامية بالأصفاد، الى الشكوى والشكوى المضادة.
“هناك محامون من ذوي الحظوة يجالسون قضاة ومحامين عامين في مكاتبهم وقضاة تحقيق أيضاً أو بعضهم على الأقل، بحسب أحد المحامين بالإستئناف، مضيفاً: نسمع قهقهاتهم الى خارج المكاتب وتصلنا رائحة فناجين القهوة “يللي رايحة وجاية”.نسأل: ماذا يعني هذا الكلام ؟ فيجيب: “هؤلاء يستطيعون بسهولة إحالة شكاويهم الى الشرطة القضائية وتحويل “المدني” الى “جزائي”، كما يحصلون بسهولة أيضاً على تخلية سبيل موكليهم أو حتى “النظر” في بعض القرارات، ما يعني حكماً تنافساً وتبارياً لدى المحامين الآخرين الذين يقعون تحت ضغط موكليهم للإسراع في المحاكمات وتخلية السبيل. يرفض”حارس العدالة” التعليق على صوابية ما قام به زميلاه دندش والعوطة. “فالحادثة وقعت بسبب استعمال المفتاح الخطأ وليس طرق الباب الخطأ، لكن من المعيب تقييد يدي محامٍ ولو لثوانٍ لأنه ممنوع قانوناً وهو بمثابة إحتجاز للحرية وجريمة جزائية، كذلك تصوير المحامي من دون موافقته هو بمثابة مخالفة فكيف بالحري تصويره أثناء تقييده؟””حصانة المحامي ليست منّة من أحد، وهي مكرسة قانوناً لا بل هي من مقتضيات وأسس تحقيق العدالة. فالمحامون ليسوا “مكسر عصا” لا للنيابات العامة ولا قضاة التحقيق ولا لأي مرجعية قضائية أو أمنية مهما علا شأنها، أو أي ضابطة عدلية الا ضمن الحقوق والواجبات المرعية الإجراء”.يختم المحامي بالقول “القضاة ونحن نشكل جناحي العدالة ولا يستطيع أحدنا أن يحلق بمفرده. فالقرارات القضائية هي تطبيق العدالة مع شيء من الحكمة والتروي وإستيعاب الأمور خصوصاً من قبل القضاة”.لا نغالي اذا قلنا بأن الجسم النقابي للمحامين “يغلي” او على الأقل شريحة كبيرة منهم، فهل تتلقف النقابة-الأم، أي نقابة المحامين، ما يجري انطلاقاً من حرصها على علاقة شفافة بين جناحي العدالة أي  القضاة والمحامين قبل فوات الآوان؟(لينا غانم)
 



تاريخ النشر: 2019-06-29 10:48:49

الناشر/الكاتب:

لبنان ٢٤ – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية