موريتانيا : كيف يفكر الإرهابــي؟/ ورقة بحثية

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

مقدمة:
شهدت ظاهرة الإرهاب، انتشارا، وتغيرا من حيث طبيعة القائمين عليها، وآثارها العالمية في الآونة الأخيرة، إذ يشير مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2015 إلي تزايد نسبة العمليات الإرهابية  في عام 2014، مقارنة بـ 2013، كما تطورت أشكالها، ومع انتشار الإرهاب، تزايدت تداعياته الاقتصادية، فقد بلغت الخسائر الاقتصادية، جراء العمليات الإرهابية في العالم عام 2014، نحو 52.9 مليار دولار، بزيادة قدرها نحو 61 مليار دوار عن العام الذي سبقه، وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي.
نتيجة لتزايد هذه العمليات الإرهابية ، وما يقوم به الإرهاب من انتهاكات جسيمة  لحقوق الإنسان، تجعلنا نتسائل عن الأسباب التي دفعت هؤلاء الإرهابيين لارتكاب مثل هذه الجرائم، وكيف يفكر هؤلاء الإرهابيين، وكيف يمكن مواجهة هذا الفكر الإرهابي؟
ما هو الإرهاب؟ 
تعددت وتباينت التعريفات الخاصة بالإرهاب كما يلي:
عرفته اتفاقية جنيف لقمع ومعاقبة الإرهاب لعام1937: بأنه الأعمال الإجرامية الموجهة ضد دولة ما، وتستهدف، أو يقصد بها، خلق حاله من الرعب في أذهان أشخاص معينين، أو مجموعة من الأشخاص، أو عامة الجمهور.
أما الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، نفت تماما صفة الإرهاب عن حركات الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي من أجل التحرر، وتقرير المصير، آخذة في الحسبان حق الشعوب العربية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة.
اللجنة المعنية بالإرهاب الدولي، التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة: تقدمت مجموعة عدم الانحياز باقتراح يعد من ” أفعال الإرهاب الدولي” أعمال العنف والقمع التي تمارسها الأنظمة الاستعمارية، والعنصرية الأجنبية ضد الشعوب التي تكافح من أجل التحرير، والحصول علي حقها المشروع في تقرير المصير والاستقلال، ومن أجل حقوق الإنسان، وحرياته الأساسية الأخرى.
تاريخ الإرهاب الدولي:
يزيد عمر الإرهاب بمعناه المعاصر على قرن من الزمن، يمكن أن نعيد بداية الإرهاب المعاصر إلى أواخر القرن التاسع عشر، مع ازدياد أعمال الاغتيال السياسي كما أنه يعتبر كان السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 عقب اغتيال ولي عهد النمسا برصاص طالب صربي.
وظلت ممارسة الإرهاب ظاهرة فردية في الأغلب الأعم حتى ثلاثينيات القرن الماضي، حين أدى الخلاف بين دعاة استقلال أيرلندا عن المملكة المتحدة إلى اختيار قطاع من «الجيش الجمهوري الحر» طريق العنف المسلح.
عوامل ظهور الفكر الإرهابي؟
الأسباب التي تجعل الإرهابي يفكر هذا التفكير؟
للإرهاب أسباباً، ودوافع مختلفة ومعقدة، اجتماعية ونفسية ودينية وسياسية، منها:
– طريقة التفكير:
يحدث الإرهاب نتيجة محاولة التغيير لعدة سنوات فى طريقة تفكيره، وفى إعداد عقله على التفكير غير المنطقى، وذلك يحدث بتكرار الشىء حتى يصل فى عقله اللاواعى أن هذا الأمر هو الشىء الصحيح، ومعنى ذلك أنه مقتنع أنه عندما يقتل، أنه سيدخل الجنة وأن ذلك دفاعا عن الدين.
– الأنظمة المستبدة:
الأنظمة المستبدة التي حكمت تلك الدول، بالسجون والمعتقلات، وتكميم الأفواه،  وسرقة الثروات ومصادرة الحريات، والحقوق،  والكرامة.
– التنشئة الاجتماعية:
–  في دراسة  عن الجذور النفسية للإرهاب، رفضت الفكرة المنتشرة التي ترى أن الإرهابيين مرضى يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة، مؤكدا أن الجماعات والمنظمات الإرهابية تعزل من بين صفوفها الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، باعتبارهم يمثلون مخاطرة أمنية.
– وتشير دراسة أخري إلي أن التنشئة الاجتماعية للإرهابيين كمصدر لتطرفهم، حيث يرى  أن اختيار الأفراد لطريق ممارسة الإرهاب، يضرب بجذوره في تنشئتهم الاجتماعية المبكرة، التي أنتجت تشوهات فكرية مبكرة، ولازمت توجههم لممارسة العملية الانتحارية، والقتل باسم المعتقد.
– مع هذا الرأي يتفق جون هورجان John Horgan، وهو من أبرز علماء النفس السياسي المتخصصين في دراسة ظواهر الإرهاب والعنف السياسي، الذي اهتم برصد، وتحليل ملامح أولئك الذين انغمسوا في العمل الإرهابي، وخلص إلى أن الانضمام إلي الشبكات الإرهابية، وكذلك الخروج منها، إنما يتأثر بالظروف المحيطة بالفرد أكثر من تأثره بملامح شخصيته.
– وفي تحليل لجماعات الجهاد، والجماعة الإسلامية المصرية  لوحظ أن الغالبية العظمي ممن اجتذبهم النشاط الإرهابي في بلادنا كانوا من دارسي تخصصات كليات القمة هذه، وقد أرجعت اختيارهم طريق الإرهاب إلي حقيقة أن، إعداد طلاب التخصصات العلمية لا يتضمن طيلة سنوات تعليمهم من مرحلة الحضانة إلي مرحلة الدراسات العليا مقرراً دراسياً واحداً يتعلق بالمنطق أو الفلسفة أو تاريخ الفكر.
– العزلة السياسية والبحث عن الأمان:
طبقاً للإحصائيات التي رصدت أعمار الإرهابيين أو الانتحاريين، وُجد أن أغلبهم من الذكور وتتراوح أعمارهم بين 16 إلى 28 عاماً، من طبقات اجتماعية واقتصادية فقيرة أو معدمة، ما نستنتج منه دلالة غاية في الأهمية، تتعلق بأعمار المنفذين للعمليات الإرهابية، فالشاب في هذه المرحلة العمرية يحتاج إلي دعم نفسي واجتماعي قوي، يدفعه لتجاوزها لتحقيق ذاته، بأن يكون فعالاً في مجتمعه.
ولكن حينما لا تلبي احتياجاته النفسية والاجتماعية، يصبح أكثر عرضة لحزمة من الاضطرابات النفسية، الناتجة عن شعوره باليأس، والإحباط والاغتراب، خاصة في المجتمعات التي تتسم بالظلم الاجتماعي، والتفاوت الطبقي، وغياب العدالة بمفهومها الأشمل،  فيصاب بحالة من الخوف الدائم يشكل دافعًا للبحث عن الأمان الاجتماعي في ظل جماعة بعينها تدعمه وتحقق له احتياجاته، وتشعره بالأمان، خاصة إذا تزامن ذلك مع حالة فساد سياسي فرض شكلاً من أشكال العزلة علي طائفة أو فئة اجتماعية، فطبقاً للدراسات النفسية علي شخصية الإرهابي، وُجد أنه أكثر انتماء للجماعة الصغيرة من المجتمع ككل، كما أنه يعتبر المجتمع مُجسداً لمخاوفه الذاتية التي عاني منها في ظله، ما يحتم في النهاية أن يوجه رصيد عنفه الذي خرج من نطاق الغريزة العادية، ضد كل عناصر المجتمع، من نظام سياسي أو طائفي.
– الخوف وعدم الأمان النفسي
يمثل  الخوف، وعدم الأمان النفسي والاجتماعي من أهم أسباب انتشار العنف، فالشخص الطبيعي من الممكن أن يتحول إلي قاتل في لحظة إذا فقد قدرته علي التكيف النفسي والرضا الاجتماعي نتيجة لمؤثر خارجي لحظي أو دائم لفترة زمنية طويلة، وهنا يتم التحول من العنف الغريزي الذي قد يهدف الدفاع عن النفس إلي العنف الموجه ضد فئة أو جماعة بعينها، ويتحول الشخص الطبيعي إلي شخص سيكوباتي (مضاد للمجتمع).
فالشخصية السيكوباتية، شخصية توجه العنف تجاه الآخرين دون الشعور بأي ألم نفسي أو ذنب أو حتي التعاطف معهم.
الإرهاب والدين
لا يوجد ما يثبت قطعياً أن العنف والدين مرتبطان عضوياً، فليس بالضرورة أن يتسم سلوك المتدين بالعنف أو التطرف، ولكن المشكلة تكمن في صراع نفسي أكبر من فكرة التدين بمفهومه الشامل، فطبقاً لنظرية فرويد عن النفس البشرية ،بأنها تتكون من ثلاث منظومات رئيسية،وهي (الأنا الأعلي) وتمثل المعايير والقيم، و(الهو) الغريزة والرغبة، و(الأنا) منظم الغريزة والقيم، وبالتالي كل رغبات الإنسان لابد أن تُلبي ضمن منظومة اجتماعية أو دينية خاصة، ومن ضمنها العنف كغريزة أساسية، دور الدين كقيمة عليا، تنظيم الرغبات الإنسانية لتحقيق السمو الإنساني، ولكن في حال تناول الدين بشكل متطرف أو خاطئ، وتأويله بما يتفق مع الرغبة، تفقد (الأنا) السيطرة علي (الهو)، ويمثل الدين أو الفهم الخاطئ له مكمن الخطر، فشخصية الإرهابي تنتمي لمجموعة من الرغبات المريضة التي يجد لها قبولاً في منظومته الأعلي وهي الدين، وبالتالي يندفع في القتل الغريزي دون أن يشعر بأي تأنيب قد يأتيه من الأنا الأعلي أو منظومة القيم أو الضمير.
فالإرهابي ينتمي كلياً إلي الجماعة التي يشعر معها بأمان نسبي، التي تمثل بالنسبة له منظومة القيم التي تحدد سلوكه وأفكاره، خاصة مع ما تمارسه الجماعات المتطرفة من فرض سياج من العزلة علي عناصرها الداخلية، أو الأفراد المشكلين لها، حتي تستطيع أن تعزز قيم العنف الذي أصبح في هذه الحالة مقدساً ، أو دينياً.
رغم ما قد يشاع من رفض اجتماعي، وإدانة لأي حدث إرهابي، إلا أن التعاطف الاجتماعي الكامن مع الفعل الإرهابي، خاصة في حالات الإرهاب الطائفي، أو الإحساس الانتقامي الذي يشعره رجل الشارع العادي ضد النظام السياسي، قد يساعد علي دعم الإرهاب، وإن كان بشكل لا واع في المجتمع، ما يزيد من شرعية الإرهاب أو الأفعال الانتحارية.
هذا المنطق في التفكير والعقلية في التصرف والسلوك لم يتشكل عند الإرهابي بالصدفة، بل جاء نتيجة لتراكم مشكلات  وظروف ومصادر خاصة ومتنوعة حددها البعض في :-
– الفراغ الثقافي والفكري والعاطفي.
– البطالة.
– ضعف الوازع الديني أو انعدامه أحياناً.
– عدم القدرة على التمييز بين الصواب،والخطأ.
قدم مجموعة من المختصين الاجتماعيين والنفسيين الخصائص السيكولوجية والاجتماعية المشتركة عند الإرهابي في أي مجتمع كان، والتي يمكن إيجازها بي :-
– اضطراب في الشخصية وتطرف في التفكير.
– سوء فهم الآخرين، وتفسير دوافعهم بنوع من السلبية
– تضخم في الذات وممارسة جنون التكبر على الآخرين.
– اضطراب عام في المزاج، والإحساس بالقلق والتوتر الدائم.
– الخروج عن المعايير الاجتماعية، والاستهتار بالنظام والقيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع.
– الخروج عن القوانين ، أي أن له سوابق جنائية.
– ممارسة مظاهر السلوكيات الإرهابية على اختلاف أشكالها من قهر وعنف وعدوانية لفظية.
– الإيمان بالتسقيط، وتبرير الأفعال السلبية على أنها منطقية وعقلانية.
– جمود فكري وصلابة في المواقف.
– التمسك الوهمي بالانتماء الوهمي لجماعة إرهابية، أكثر من التمسك الحقيقي لعقيدة دينية معتدلة.
دراسة عن الإرهاب
أسس مركز المستقبل دراسته على عدد من التساؤلات، وهي: كيف يفكر الإرهابيون؟ ماذا يقرأون؟ كيف تتشكّل أفكارهم في ضوء ما يستندون إليه من مرجعيات وكتب فقهية مختلفة؟ من هم أهمّ الأئمة الذين يرجعون إليهم لتشكيل آرائهم المتطرفة؟ من أبرز القيادات الإرهابية الأكثر تأثيرا في أصحاب الفكر المتشّدد؟ ما أبرز الحجج التي يسوّقها هؤلاء لتبرير أقوالهم وأفعالهم؟ ما أهم القضايا التي يتداولها المتطرّفون؟
تلك الأسئلة وجدت إجابات لها ـ نسبيا ـ من خلال قيام برنامج التطورات التكنولوجية في المركز برصد 46313 مادة تمّ توزيعها على شبكات التواصل الاجتماعي، وكانت على النحو التالي: 45254 في 83 حسابا لشخصيات متطرّفة، و789 مقطع فيديو على موقع اليوتيوب، و18 مدوّنة بإجمالي تدوينات بلغ 270 تدوينة،
وتكمن أهمية هذه الدراسة في النتائج التي خلصت إليها، ومنها: أن أبرز الأئمة الذين يرجع إليهم المتطرفون، هم بالترتيب: ابن تيمية، ابن القيم، ابن حزم، ابن عثيمين، سيد قطب، ابن باز، الألباني، ابن كثير، التميمي، الشعيبي، الطريفي، ابن الجوزي، الغزالي، محمد بن عبدالوهاب، وغيره.
وأن أبرز الكتب التي يروج لها المتطرفون هي: صحيح الجامع، مجموع الفتاوى، المعارج، حلية الأولياء، زاد المعاد، صيد الخاطر، فتح الباري، مختصر مسلم، الإنجاد في أبواب الجهاد، إسعاد الأخبار في إحياء سنة نحر الكفار، إغاثة اللهفان، إيضاحات في التحرير العقدي، التبيان في كفر من أعان الأمريكان، الجامع للسلسلة المميزة.
أما أبرز الحجج التي تستخدمها تلك الجماعات لتجنيد أفراد جدد، هي بالترتيب: وجوبية الجهاد، كفر الحاكم، كفر المجتمع، جاهلية المجتمع، الحكم بما أنزل الله، ضعف المجتمع، ضعف الحاكم، حتمية المواجهة مع الكفار، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سيطرة الحاكم على الشعوب، تطهير النفس، معاداة الثورات.
وأبرز القيادات الواردة في كتابات الحركات الإرهابية هي: أبوبكر البغدادي، أبو محمد المقدسي، أيمن الظواهري، كل ما جاء في هذه الدراسة يعنينا بشكل أو بآخر، لكن الذي يهمنا بشكل مباشر هو استيلاء الجماعات الإرهابية على تراثنا العقدي والفقهي والتاريخي، وتوظيفه في تبرير الإجرام والقتل، وهو أمر مخيف ومفزع على حد قول الكاتب والأكاديمي نصر عارف.
الجهود الدولية لتجريم الارهاب
بدأت الجهود الدولية لتجريم الإرهاب منذ عام 1934،عندما ناقشت عصبة الأمم مشروع اتفاقية لمنع الإرهاب، ورغم اعتمادها عام1937، فإنها لم تدخل حيز التنفيذ، ثم تابعت الأمم المتحدة هذه الجهود منذ عام1963، ووضع المجتمع الدولي 13اتفاقية دولية  لمنع الأعمال الإرهابية، منها اتفاقيات قمع الهجمات الإرهابية بالقنابل، وقمع تمويل الإرهاب، والحماية المادية للمواد النووية، ومنع الأعمالغير المشروعة ضد سلامة الملاحة البحرية، و ضد سلامة المنصات الثابتة الموجودة علي الجرف القاري، وأيضا لقمع الأفعال غير المشروعة المتعلقة بالطيران المدني الدولي، والاستيلاء غير المشروع علي الطائرات.
كيف يمكن القضاء علي الفكر الإرهابي؟
1- ضرورة وضع وتنفيذ القوانين والتشريعات الخاصة بالإرهاب من حيث توصيف العمل الإرهابي، أوكيفية التعامل معه بطريقة حاسمة، وسريعة، وتطبيق الجزاءات المناسبة، وذلك لأن  قانون العقوبات، والإجراءات الجنائية، وضع في الأصل للظروف العادية، أما ظاهرة الإرهاب وماتمثله من أضرار للأمن القومي فهي ظاهرة غير عادية وتتطلب نمطاً مختلفاً من القوانين في التعامل معها.
2- التعاون الإقليمي، والدولي لمواجهة أخطار الإرهاب وتجفيف منابع التمويل والتسليح والقضاءعليه اتماماً.
3- تُعتبَر المؤسسات التعليمية من أهم المراحل التي تساهم في تشكيل شخصيته باعتبار الفترات التي يقضيها بها، وما تقدمه من مادة علمية، وتربوية، لذا يقع علي عاتقها المسئولية، والعبء، الأكبر، بعد الأسرة، وضرورة تجديد المناهج الدراسية الجامدة، والمنفصلة، عن الواقع، والتي يعتمد أغلبها على حشو المعلومات بغض النظر عن الرسائل التعليمية الموجهة من خلاله، ونظرية حفظ المعلومات فقط لأداء الاختبار، ويُعَدُّ أبرز مثال على المواد التي يمكن إلقاء الضوء عليها، وإدراجها في المناهج التعليمية المدرسية السياسة، والثقافة العامة، وحقوق الإنسان وتاريخ وخطر، الإرهاب على الدول العربية، كل هذه الأمور من شأنها أن تقلِّل بنسبة كبيرة المتأثرين بالفكر الإرهابي، حيث سيصبح لديهم فهم سليم تجاه أي محاولات إرهابية لتدميرأوطانهم ومستقبلهم.
4- تغيير شامل في استراتيجية الخطب الدينية، وتكثيفها، إضافة إلى ضرورة التفسير الصحيح للآيات القرآنية، والحديث النبوي الشريف، والرد على الكتب التي يصدرها المتشددون، والداعمون للفكر التكفيري والإرهابي بكتب أخرى تصدرعن الدعاة والرموزالدينية، والعمل على إقامة الفعاليات، والندوات التي تجتذب الناشئين، والشباب لإبراز المعنى الصحيح للجهاد، وضوابطه، ووضع ضوابط صارمة، على معايير اختيار، أئمة، وخطباءالمساجد، ووضع آليات جديدة للمتابعة، الدورية لأنشطة، المساجد، وأحوالها، ونوعية الدروس، المقدمة.
5- دور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي:  من خلال تكثيف حملات التوعية بالفكر الإسلامي الصحيح عبر هذه الوسائل، وجذب الشباب لها بالأساليب المبتكرةالتي، تبتعد عن أساليب النصح الرتيبة، والمملة التي اعتادهاالشباب، ومحاولة الحد من المواد التي تتضمن مشاهد عنف حتى لا تصبح أمرًا محببًا لنفوس البعض، ويعتاد عليها الناس.
وفي النهاية فإنه لا يمكن التصدي للفكر الإرهابي بالقوة العسكرية فقط، وإنما بالقوة الفكرية من خلال التوعية الفكرية للمجتمع، والتنشئة الاجتماعية السليمة، والإعداد النفسي السليم للفرد، وبالتالي بناء العقول المستنيرة الواعية التي لايمكن زعزعة أمنها، ومبادئها، مهما، تضافرت عليها جهود الإرهاب، والفكرالمتطرف.
 
المراجع:
1– وحيد عبدالمجيد،” للإرهاب ألوان متعددة”، مجلة السياسة الدولية.
2- وحيد عبد المجيد، “الشرق الأوسط في ظل متغيرات السياسة الدولية”، مجلة السياسة الدولية.
3- أبو بكر الدسوقي، “الإرهاب الدولي بين المبادئ والمصالح”، مجلة السياسة الدولية.
4-  حسن سعد عبد الحميد،” من هو الإرهابي وكيف يفكر ؟”، المركز العربي الديموقراطي.
5- عبدالمنعم المشاط، “الأمن القومي المصري عقب ثورة “30 يونيو”، مجلة السياسة الدولية



تاريخ النشر: 2019-05-23 23:20:21

الناشر/الكاتب: mokhtar

تفاصيل الخبر من المصدر : أخبار الساحل

نظام الارشفة الالكترونية