موريتانيا : لا سِلْكِي: الموريتاني.. (تدوينة) | أخبار الساحل

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

لا سِلْكِي: الموريتاني.. (تدوينة)

جمعة, 03/15/2019 – 12:42

أتذكر دائما مقولة كان يكثر ترديدها شيخ بوتلميتي وقور، يراها خلاصة تجارب عقود عمره الثمانية، يقول فيها: “هذي الأرض الْوَاسَ مَا تٓنْزَلْ لَهَلْهٓ الْبَرَكَه أَلْٓا كَثْرَة ذَ لِگُولُ من المخْتَلْقَاتْ وُلْمُحَفْلَاتْ”..يشرح الشيخ ألفاظ مقولته: فَـ المُخْتَلْقَاتْ الشائعات التي لا أساس لها من الصحة، وَ لْمُحَفْلَاتْ الشائعات القائمة على أساس ما، لكن يتم تحريفها، وتضخيمها، وإضفاء كثير من المقَبلات عليها..من عجيب ما يقع لمروجي الشائعات ومطلقيها، أنهم يصدقونها، وهم يعلمون اختلاقها، وهذه عقلية من عقليات شَرْتَاتْ گَابُون، فيحكى عنه أنه ذهب مرة في غَيْبَه، لم يجد فيها شيئا، وعند رجوعه تلقاه صغاره يطلبون الفرحة، فقال لهم إنها وراء الكثيب، فانطلقوا يتسابقون إلى ما هناك، فلم يلبث أن صدق كذبته، وانطلق يسابقهم، ويقول: “هذا أثْرُ حَگْ”..الفرنسيون في حقبة استعمارهم للبلاد، تنبهوا إلى طغيان الشائعات، ودورها في التواصل الاجتماعي، فقد نقل الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله عنهم ما يشير لذلك: <<..وكان الفرنسيون يطلقون على تلك الشائعات في العهد الاستعماري: وسيلة الاتصال اللا سلكي عند البيضاني..>>..(موريتانيا على درب التحديات ـ ص 340)..لِلْمُخْتَلَقَاتْ ولْمُحَفْلَاتْ ـ على ضررها ـ دور نفسي غير خاف، فهي تسمح أحيانا لبعض الناس بخلق واقع معين يقبله جزء من العقل الجمعي، يخفف عنهم وطأة بعض الحقائق المرة، ألا تتذكرون في هذا الصدد: نظرية سرقة الگَرَّايْ والأستاذ للنقاط؟، فقد كانت تسمح للمتأخرين دراسيا بخلق سبب مقبول في الأسرة والجيران والمعارف للرسوب..وَ للمُخْتَلْقَاتْ وَ لْمُحَفْلَاتْ اليوم دور محسوس في مجال إعادة التأهيل، والاندماج الاجتماعي، فَـ رب ضارة نافعة..
من صفحة القاضي أحمد المصطفى على الفيسبوك



تاريخ النشر: 2019-03-15 15:42:39

الناشر/الكاتب: mokhtar

أخبار الساحل – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية