المغرب: بين العسكر والاعتقال .. هذه قصّة القاصر معترض موكب الملك والبابا

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

هسبريس ـ عبد السلام الشامخ

الثلاثاء 02 أبريل 2019 – 14:00

منزلٌ مُهترئٌ تعلو جدرانهُ الرطوبة وحصيرٌ قديمٌ تغيّر لونه من فرْط المشْيِ عليهِ بالكادِ يغطّي جنباتِ الأرْض العارية، وأم مكلومة أجهزتْ عليها الفاقة، وأبٌ جريحٌ غارقٌ في حزنٍ أبديٍ تتخلّله بين الفينة والأخرى طبقات سميكة من الخجل. هذا هو حالُ أسرة الطفل القاصر، المهدي (17 سنة)، الذي حَاولَ الاقترابَ من سيارة الملك محمد السادس، أثناء مرُوره برفقة البابا فرانسيس، لاسْتعطافه بسبب الوضع الصحي لوَالديْه. تفاصيلُ القصة تسترجعُها بحسرة بادية أمّ القاصر، خديجة الدرابلي، في حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية من داخل منزلها بسلا، وتقول: “تلقينا اتصالا بأنَّ ابني يوجدُ في مخفرِ الشّرطة وهو في وضع صحي جيد، بعد ذلك زارهُ والده، ثم ذهبنا إلى المحكمة، ولمّا بادرهُ القاضي ما إذا كانَ في حاجة إلى محام أو يصدر الحكم مباشرة، ردّ والدهُ بأنه سيقوم بتنصيب المحامي وقد أثّر هذا كثيرا على ابني “وبقا فيه الحال بزاف ومتصورش يوصل لهادشي”. وتحكي الأم المكلومة: “ابني ازدادَ عام 2001 وهو يدرس في مركز الحلاقة، وكان يحضّر لاجتياز الامتحان الأسبوع المقبل، حتا طْرا هادْشي”، مناشدة الملك محمدا السادس “يشْوفْ من حالْ الولد راه مزالْ صغير وممولفش وماعرفشْ ولمْ يكنْ يبتغي تعريض حياة الملك للخطر، حاشا نبغيوْ للملك ديالنا المضرة”، وفقَ تعبيرها. وتوالتِ الكلمات الجريحة على لسان الأم المصدومة: “ابني ما زالَ صغيراً وما زال قدامو مستقبل أنا مبقاشْ قدامي مستقبل هو مازالْ”، مشيرة إلى أن ابنها كانَ ينوي الالتحاق بالجندية والآن مُستقبلهُ ضاع “كان يقول لي أريد أن أذهب إلى العسكر حال ما أبلغُ السن القانوني ولكن دبا كانشوف كلشي ضاع؛ أنا أريد أن يصير ابني جنديا لكن الآن ضوسي ديالو توسّخْ”. ولم تجد الأم المكلومة غير الزفير للتعبير عما يختلجُ صدْرها من أحاسيس ومشاعر؛ وزادتْ قائلة “ولدي كانَ يريد أن يصبح عسكرياً وكان دائما يردّد أنه لمّا يحصل على ديبلوم الحلاقة سيلتحقُ بالجندية، لكن الآن هذا الحلم تبخّر”. من جانبه، أوضح لحسن الغوات، والد القاصر مُعترض الموكب الملكي، أن ابنه لم يخبره بأنه سيعترضُ موكب الملك “كنتُ وقتها خارج البيت، ولمّا عدْتُ توصلت بالخبر الذي انتشرَ بين الناس”. وزاد الأب قائلاً: “ليس من السهل الوصول إلى الملك هو فوق رؤوسنا جميعاً..عاش الملك وعاش الشعب المغربي”، موجهاً نداء أخيراً إلى الملك إطلاق سراح ابنه والعفو عنه “انا طامع في رحمة الله ورحمة الملك الله يجازيه بخير يعفو عن الولد”.



تاريخ النشر: 2019-04-02 16:00:00

الناشر/الكاتب:

Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية