قطر : جريدة الراية – تصنيف الإخوان جماعة إرهابية

نظام الارشفة الالكترونية

فندق

الدوحة -الراية :
 ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب، من شأنه أن يجعل كل المسلمين كبش فداء نتيجة لذلك. وتابع أرسلان افتخار، المحامي الدولي المختص في حقوق الإنسان، أن مثل هذا القرار يمكن أن يلحق الضرر بملايين المسلمين في حركة سياسية متنوعة لم يسجل عليها تبنيها للعمل المسلح، طيلة 50 عاماً. ويضيف الكاتب، لقد جرت محاولات سابقة لوضع الجماعة على لائحة الإرهاب، غير أنها كانت تصطدم برفض مسؤولي الاستخبارات والمحللين التابعين لوزارة الخارجية، لكن الأمر هذه المرة مختلف لوجود ترامب في البيت الأبيض، والذي يبدو أن معاداة المسلمين أمر يتلاءم مع سياساته. ويؤكد المحامي الدولي افتخار أنه حتى المخابرات المركزية الأمريكية تعتقد أن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية هو فكرة رهيبة، حيث حذر خبراء الوكالة قبل عامين من إجراء مثل هذا لكونه سيؤدي إلى تأجيج العنف ويضر بعلاقات أمريكا بحلفائها. ويشير الكاتب إلى وثيقة داخلية لوكالة المخابرات الأمريكية نشرت في 31 من يناير من العام 2017، أشارت إلى أن “الجماعة تضم ملايين الأتباع حول العالم وأنها، أي جماعة الإخوان المسلمين، عارضت علناً سياسات تنظيم القاعدة وتنظيم “داعش” وغيرهما من الجماعات الإرهابية في العالم”. وعلى مدى عقود تم اختزال جميع السياسيين المسلمين الأمريكيين والمسؤولين الحكوميين والمنظمات المدنية، ووصفهم بجماعة الإخوان المسلمين، كما أن اسم الجماعة تم استخدامه من قبل الجماعات المناهضة للمسلمين لمهاجمة مسؤولين حكوميين مسلمين مثل عضو الكونجرس كيث إليسون.
ويتابع المحامي الدولي أنه في حال تم وضع الإخوان على لائحة الإرهاب، فإن نحو 7 ملايين مسلم أمريكي يمكن أن يكونوا هدفاً رئيسياً بعد ذلك، كم أنه من الممكن أن تتم مقاضاة منظمات مسلمة ونشطاء في المجتمع ممَّن يمكن اتهامهم بصلاتهم مع الجماعة أو تلقيهم الدعم المادي منهم، “ببساطة فإن تسميتهم منظمة إرهابية سيؤدي إلى شعور المسلمين في أمريكا بالخوف والارتباك، كما أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى التضييق على حريتهم”. ويرى الكاتب أن كثيرين يعتقدون أن تسمية الإخوان جماعة إرهابية هو مجرد ستار دخاني سياسي لتجريم الحياة المدنية الإسلامية، وسبق أن حذرت جماعات بارزة من خطورة هذه الخطوة، لكونها ستهدد الحقوق الدستورية لملايين المسلمين الأمريكيين. ويعتقد الكاتب أنه في حال نجحت إدارة ترامب بتسمية الجماعة جماعة إرهابية، فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الحرمان الذي يعيشه المسلمون في الولايات المتحدة، والذين بدأ الكثير منهم يشعرون فعلاً بأنهم غرباء.
ويُذكر أن ضم الإخوان المسلمين إلى قائمة الجماعات الإرهابية للمسؤولين الأمريكيين سوف يسمح بفرض عقوبات على أي شخص أو جماعة على صلة بها. وقد جاء هذا الإجراء بعد استضافة الرئيس ترامب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تشن حكومته حملة أمنية ضد الجماعة وعدد من الجماعات الإسلامية الأخرى، وكانت مصر قد صنفت الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وذلك في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، المنتمي للجماعة، عام 2013. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت أن السيسي طلب من ترامب إدراج الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب أثناء لقائهما في واشنطن في التاسع من أبريل الماضي. وأثناء محادثاتهما في البيت الأبيض، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “بالتقدم الكبير مع مصر فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب”. وتعد مصر واحدة من أكبر الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ووصلت جماعة الإخوان المسلمين، إلى السلطة في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر عام 2012. ولكن الجماعة الآن محظورة، وسُجن الكثير من أعضائها والكثير من قادتها.



تاريخ النشر: 2019-05-09 00:53:39

الناشر/الكاتب:

الصفحة الرئيسية – تفاصيل الخبر من المصدر

نظام الارشفة الالكترونية